أحمد سلام يكتب: كواليس بيان 30 مارس
كواليس بيان 30 مارس.. رحل السيد سامي شرف هذا العام، وقد اقتربت منه في السنوات الأخيرة
وكانت بيننا أحاديث يقينا مبعث إستفادة من شاهد أمين علي عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
في ذكري مضي 55 عام علي بيان 30 مارس الشهير
والذي ألقاه الرئيس جمال عبدالناصر في أيام كانت بحق قاسية على المصريين جراء هزيمة 5 يونيو 1967، أكتب هذا المقال.
هزيمة 5 يونيو 1967 لا أعادها الله ستظل المرارة رغم كسر شوكة إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر.
مصر لم تنكسر واستعادت قوتها بعزيمة سجلها التاريخ لشعبها
هذا الشعب الذي رفض تنحي الرئيس جمال عبد الناصر الذي أعلن تحمله للمسؤلية الكاملة عما جري.
نعم الرئيس جمال عبدالناصر يتحمل المسؤولية عما جري وقد إستمر في موقعه
والمؤكد أنه جرح 5 يونيو قد تمكن منه شأن كل المصريين وإن تماسك في سبيل إنقاذ مايمكن إنقاذه.
كواليس بيان 30 مارس 1968 كانت مبعث تساؤل في حديث مع المرحوم سامي شرف سكرتير مكتب الرئيس جمال عبدالناصر للمعلومات وزير شئون الرئاسة الأسبق.
“بيان 30 مارس 1968” هو البيان الذي ألقاه الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة المظاهرات
تلك المظاهرات التي خرجت من الجامعات المصرية للمطالبة بمحاسبة المسؤلين عن هزيمة يونيو المريرة.
في حواري معه فقد أكد السيد سامي شرف “أن النظام لم يسقط بل أن ماحدث هو العكس
ليبدأ الرئيس عبد الناصر في خطوات حاسمة نحو إعادة تكوين الوطن العربي بأسره وليست مصر وحدها
ففي مصر قامت عملية تغيير كاملة لكل القيادات في أعقاب محاكمة المسؤلين عن هزيمة يونيو
وقد تم عزل جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة ليدفع عبد الناصر بالصف الثاني نحو تولي أمانة المسؤلية”.
يبقي الإشارة هنا إلي أن كواليس السلطة في مصر قد شهدت إمتعاضا من تعاظم دور المشير عبد الحكيم عامر في أعقاب حرب 1956
وكان إقصائه مطلبا تأخر طويلا وقد كشفت المؤامرة التي قادها المشير عامر وأعوانه
وهذا لأجل قلب نظام الحكم بعد هزيمة يونيو 1967 عن وجه قبيح لرجل نال مكانة لم يكن جديرا بها
وقد عجل إنتحاره من محاكمته عن أخطائه الكارثية.
قبل ظهور البيان شهدت رئاسة الجمهورية وقتها حركة دؤوبة بحسب ما ذكره السيد سامي شرف في حواري معه
فقد إستعان الرئيس بمستشاريه والأستاذ هيكل ووزير الأوقاف في ذلك الوقت لأجل الصياغة لأفكاره ليخرج البيان قويا مؤثرا.
حديث الرئيس جمال عبدالناصر إلي الشعب تزامن مع عد تنازلي لرد الإعتبار من خلال حرب الإستنزاف
وقد توالت الأحداث إلي أن غيبة الممات قبل رد الإعتبار ليكمل النائب أنور السادات الأمر.
55 عاماً علي بيان 30 مارس1968 . توالت البيانات من عهد إلي عهد.
المؤكد أن مصر تنشد بارقة أمل في سبيل تحقيق مبتغاها دون عثرات وانكسارات.
وهذا وصولا لمفارقة مواجع تراكمت نالت من هدأتها وسببت شقوتها .
هزيمة 5 يونيو لن تتكرر.
مصر القوية مشهد يؤمل أن يستمر في ظل كثرة الأعداء
بيان 30 مارس 1968 رصد ماجري ينشد صياغة عادلة للتاريخ
لأجل أجيال حائرة تقرأ تاريخ مصر من خلال المذكرات.
التاريخ من عهد إلي عهد تسطره الأهواء.
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.