أردوغان زرع جواسيسه في 38 دولة / تقرير
وذكرت تقارير صحفية سنة 2016 أنّ ديانات طلبت من فروعها تقديم معلوماتها للمجلس الأوراسي الإسلامي الذي انعقد في أكتوبر 2016. بعدها، تم تحويل تلك المعلومات إلى لجنة التحقيق في الانقلاب ضمن البرلمان التركي.
ضمت الوثائق صوراً لأشخاص تم التجسس عليهم من قبل موظفي مساجد وظفتهم ديانات كما ضمت معلومات مفصلة عن مدارس وشركات وجمعيات ومؤسسات ووسائل إعلامية متهمة بالارتباط بتيار غولن الذي تتهمه الحكومة التركية بتدبير انقلاب 2016. ووفقاً لصحيفة حريت، جمعت ديانات تقارير ومعلومات استخبارية عن أتباع غولن في أبخازيا، ألمانيا (ثلاثة تقارير)، ألبانيا، أستراليا (تقريران)، النمسا (تقريران)، أذربيجان، بيلاروسيا، بلجيكا، البوسنة والهرسك، بلغاريا (تقريران)، دنمارك، أستونيا، فنلندا، جورجيا، هولندا، المملكة المتحدة، السويد، سويسرا، إيطاليا، اليابان، مونتينيغرو، كازاخستان، كينيا، قرغيزستان، كوسوفو، ليتوانيا، مقدونيا، منغوليا، موريتانيا، نيجيريا، النرويج، بولندا، رومانيا، السعودية، طاجيكستان، تنزانيا، تركمانستان وأوكرانيا”.
فضائح
خلال زيارة لثلاثة أيام إلى ألمانيا حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حفل افتتاح المسجد المركزي في مقاطعة كولونيا والذي أسسه “الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية”.
يشكل الاتحاد الذي يرتبط بديانات أكبر منظمة تجمع المساجد الألمانية وتؤمن تمويل وإرسال الأئمة إلى مسجد كولونيا. تورط الاتحاد في عدد من الفضائح مثل رفضه الانضمام إلى مسيرة لمناهضة الإرهاب في كولونيا، ودعوته المصلين للصلاة من أجل أن تنتصر تركيا على الأكراد في شمال سوريا، وتنظيم استعراض شمل إعطاء بنادق حربية مزيفة إلى أطفال “شهداء”. كذلك، اعترف الاتحاد بأن بعض أئمته كانوا يتجسسون لصالح الحكومة التركية.
جهاز سري
بعد سنتين على كشف تجسسه، كانت الحكومة الألمانية تبدي مراقبة أكبر لنشاطات الاتحاد واعتقلت عدداً من الأئمة. وفقاً لتقرير في فبراير (شباط) 2017 نشرته شبكة دويتشه فيلي الألمانية، يقول الاتحاد إنّه يؤمّن خدمات دينية وثقافية ولا يخوض نشاطات سياسية. لكن المسؤول في حزب الخضر فولكر بيك قدم شكوى جنائية في ديسمبر (كانون الأول) قائلاً إنّ ادعاء الاتحاد البراءة ليس في محله. وقال بيك بحسب تقرير دويتشه فيلي إنّ ديانات والملحقين الدينيين في القنصليات والفروع المحلية للاتحاد هم “كيان ينفذ عادة أوامر أنقرة السياسية في ما يخص الدين. لكن في الوقت نفسه، هذا كيان قادر على التصرف كجهاز سري”. وقال إنّ أشخاصاً مذكورين في التقرير أصبحوا ضحايا التطهير المستمر في تركيا كما تم تجميد حساباتهم المالية. ورجح بيك أن يكون التجسس التركي على نشاطات أتباع غولن قد حصل “في كل أنحاء العالم”.
جمعية خيرية أم قاعدة أمامية لأردوغان؟
تتابع بولوت أنّه ونتيجة لما تقدم، قالت الحكومة الألمانية في يناير (كانون الثاني) الماضي إنّها لن توافق على تمويل الاتحاد الذي حصل على 6.9 مليون دولار منذ 2012 من أجل برامج مكافحة الإرهاب ومساعدة اللاجئين. وقبل أسبوع على وصول أردوغان إلى ألمانيا، أعلن المكتب الفيديرالي لحماية الدستور إنّه بدأ يدرس احتمال وضع الاتحاد تحت المراقبة. ودعا نائب رئيس كتلة حزب اليسار البرلمانية سيفيم داغديلين الحكومة الاتحادية والولايات الألمانية إلى “وقف التعاون على جميع المستويات مع القاعدة الأمامية لأردوغان في ألمانيا” وأضاف: “يجب التدقيق في ما إذا كانت المعاملة التفضيلية الضريبية للجمعية يمكن تبريرها بعد. الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية ليس جمعية خيرية، لكنّه خطر على العموم”.
أداة لسياسات وحشية
ليست ألمانيا الدولة الوحيدة التي تعرب عن قلقها من العمليات التركية داخل حدودها وأبعد. اتهم النائب النمسوي السابق بيتر بيلز تركيا السنة الماضية بالتجسس على مؤيدي غولن في النمسا عبر منظمة “أتيب” التي يرأسها الملحق الديني في سفارة تركيا داخل النمسا والتي تشرف على عشرات المساجد في البلاد. وقال وفقاً لوكالة رويترز: “إنّ مجموعة مظلة أتيب هي أداة لسياسات حكومة تركية قاسية ووحشية.. وغير مقبولة قانوناً في النمسا (والتي) .. تراقب أيضاً الأكراد الأتراك، السياسيين الاتراك المعارضين والصحافيين في النمسا”. وكشف بيلز أنّه حصل على وثائق من مصدر تركي يشير إلى وجود “شبكة عالمية من المخبرين” تعمل في أربع قارات وترسل تقارير إلى ديانات عن مشتبه بصلاتهم مع غولن. وكان هؤلاء المخبرون في معظم الأحيان ملحقين دينيين داخل السفارات والقناصل.
لأخذ الحيطة
في 2016، أنهى مركز ديانات أمريكا بناء مجمّع يضم مسجداً في لانهام بولاية ماريلاند وقد افتتح أردوغان هذا المجمع أيضاً وهو واحد من عدد من المساجد المرتبطة بديانات في أمريكا الشمالية. ودعت الكاتبة إدارة ترامب إلى التنبه واليقظة “إذا كانت مساجد أردوغان في أوروبا وأفريقيا وأستراليا وآسيا يتم استخدامها للتجسس على مواطنين أتراك يحتمل أن يعارضوا حكمه، أفليس من الآمن افتراض أنّ نشاطاً مشابهاً يجري في الولايات المتحدة؟”.