أحمد سلام يكتب: «الشيخ سيد النقشبندي» في ذكراه
لقي ربه راضيا مرضيا يوم السبت 14 فبراير سنة 1976 عن 56 عاما جراء أزمة قلبية تاركا سيرة عطرة لاتنسي وفي ذكراه كان لِزاما أن أكتب عن ذكري الرحيل في ظل رواج أثر أخبار العبث التي تنخر كالسوس في بنيان وطن يراد له أن يكابد جراء إنحسارالأخلاق والتهافت وراء التوافه!.
الشيخ سيد النقشبندي قارىء القرآن. المبتهل الديني في ذكري رحيله لايمكن القول بأنه قد صار نسيا منسيا فقد ترك أدعية وإبتهالات ومدائح تُخلد سيرة عطرة في عُمر قصير لرجل إستثنائي كشأن كل الأيقونات التي فارقت وتركت أروع الأثر!.
أدعية مابعد آذان المغرب في شهررمضان المعظم في خاطر مصر جيلا فجيلا وقد تعلقت بصوت الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء.
وأيضا صوت المُبتهل الشيخ سيد النقشبندي وهما من ركائز نسيج ذاكرة مصر التي تحيا علي عبق الماضي الجميل في ظل يقين أنه من المستحيل أن يعود.
ولولا التسجيلات لتواري أجمل ما ترك الجيل الذهبي من دولة المقرئين والمنشدين.
اُطلق عليه لقب الصوت الخاشع وقد كان بالفعل خاشعا متبتلا في أدعيته الدينية وقد كان الأثير إلي قلب الرئيس السادات.
الشيخ سيد النقشبندي في ذكراه يؤرخ لعبقرية الفطرة واليقين بأن مصر لاتخلو من تلك العبقريات التي تنشد متنفساً لتجد فرصتها في التألق والإبداع بمثل ماحدث مع الشيخ سيد الذي إلتقاه الإذاعي الراحل أحمد فراج عام 1966 في مسجد سيدنا الحسين وإنبهر به ليسجل له وكانت البداية القصيرة التي إستمرت لعشر سنوات من التوهج والإبداع.
توقفت طويلا أمام وصية الشيخ سيد النقشبندي وقد أحس بدنو أجله وقتها كان قد سافر من مدينة طنطا إلي القاهرة مساء الخميس ليقضي ليلته عند شقيقه والذهاب في اليوم التالي لمبني الإذاعة والتليفزيون.
أحس بدنو أجله وطلب ورقة ليكتب وصيته وأعطاها لشقيقه طالبا منه ألا يفتح الورقة التي تحتوي علي الوصية إلا بعد وفاته !.
في يوم الجمعة 13 فبراير 1976 ذهب الشيخ سيد لمبني الإذاعة والتليفزيون وسجل الآذان للمرة الأولي والأخيرة وهو الآذان الذي نستمع إليه حالياً.
وإنتهي من عمله وذهب لزيارة لبعض أقاربه وكأنها زيارة الوداع، حيث سافر بعدها إلي طنطا لتصعد روحه إلي بارئها يوم السبت 14 فبراير سنة 1976 .
شُيع الشيخ سيد النقشبندي في جنازة مهيبة من مسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا وقد كشف شقيقه عن وصيته وقد أوصي فيها بأن يُدفن بجوار والدته وألا يُقام له عزاء ويُكتفي بنشر نعي في الأهرام.
في ذكراه ال46 الشيخ سيد النقشبندي دوام الحضور في ذكري الغياب.
يظل صوته لايفارق الخاطر ولن ننساه ودائما ندعو معه:-
مولاى إني ببابك قد بسطت يدي.
من لي ألوذ به إلاك ياسندي
وما أكثر أدعيته التي كانت مناجاه للخالق سبحانه وتعالي.
أللهم تغمده بواسع رحمتك يا أرحم الراحمين.
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.