الدكتور عادل درويش يكتب … عن العلاقات بين مصر وأوزبكستان
بقلم _ أ.د/ عادل درويش:
لقد نالت دولة أوزبكستان شهرة واسعة لدى العرب منذ قديم الزمان وذلك تحت اسم “بلاد ما وراء النهر” ويرتبط شعبها بشعوب الدول العربية علي مدار التاريخ وفى مقدمتها مصر بتراث تاريخي وديني وثقافي حيث لا تزال القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية تحتفظ ببعض مآثر علماء أوزبكستان مثل جامع “أحمد ابن طولون” بمدينة القاهره والذي يعد واحدا من أكبر المساجد بمدينة القاهرة من حيث المساحة وكذلك “مقياس النيل” الذي قام بانشاؤه “أحمد الفرغاني”وتشهد أيضا حديقة الأوزبكية التي أنشأها “سيف الدين أوزبك اليوسفي” علي هذه العلاقات التاريخيه بين الشعبين الشقيقين.
ومن الجدير بالذكر هنا أن مصر هي أول دولة عربية قد اعترفت باستقلال أوزبكستان وذلك في ديسمبر عام 1991, كما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يناير 1992 كما تم افتتاح سفارة أوزبكستان في القاهرة عام 1995.
ولقد كانت الزيارة التي قام بها الرئيس إسلام كريموف رئيس أوزبكستان إلى القاهرة في ديسمبر عام 1992 على رأس وفد حكومى كبير هي بداية تطوير وتدعيم العلاقات بين مصر وأوزبكستان حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات التعاون العلمي ,
الاقتصادي ,الفنى ,
النقل الجوى و تشجيع وحماية الاستثمارات.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين مصر وأوزبكستان فان أوزبكستان تقوم بتصدير المعادن الملونة، والقطن، والحرير، وتقديم خدمات النقل والخدمات السياحية وغيرها الي مصر كما تستورد أوزبكستان من مصر الأدوية، العطور، والمواد الغذائية وغيرها.
ولقد شهدت زياره الرئيس ”عبد الفتاح السيسي” لأوزبكستان والتي تعتبر نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين حيث أنها أول زياره لرئيس مصري لهذا البلد الشقيق عدة مباحثات بين الزعيمين تناولت استعراض أوجه التعاون الثنائي بين الجانبين حيث أكد الرئيس الأوزبكى ” شوكت مرضيائيف” حرص بلاده على دفع التبادل التجارى بين البلدين إلى أفاق جديدة وزيادته لأكثر من عشرة أضعاف عن مستواه الحالي وذلك باعتبار أن بلاده يمكن أن تكون نقطة انطلاق حقيقية للمنتجات المصرية فى آسيا الوسطى وكذلك يمكن أن تكون مصر هي نقطة إنطلاق لمنتجات أوزبكستان فى أفريقيا، كما أكد حرص بلاه على التعاون فى مجال الاستثمار، وتأسيس مجلس أعمال مشترك يساهم فى دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين كما أعرب عن اهتمام بلاده بتكثيف التعاون مع مصر فى مجال السياحة وتنظيم رحلات مشتركة بين المقاصد السياحية التي تتمتع بها البلدين في ظل الخبرة المصريه فى قطاع السياحة.
كما أكد الرئيس المصري ”عبد الفتاح السيسي” تطلعه لأن تكون زيارته التى تعد أول زيارة لرئيس مصري منذ استقلال أوزبكستان وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بمثابة نقطة إنطلاق حقيقية لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين بما يعكس حضارة وتاريخ كلا منهما مؤكداً فى هذا الإطار علي أن مصر حريصة على تحقيق مصالح دولة أوزبكستان ومختلف الدول الصديقة.
كاتب المقال :
أ.د/ عادل درويش
أستاذ بجامعة حلوان ومدير المركز الثقافي المصري بدولة أذربيجان سابقا
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.