الدكتور فتحى الشرقاوى يكتب عن … زيارات الرئيس الميدانية…المغزى والدلالة
بقلم ا.د. فتحي الشرقاوي
فجأة ودون أي مقدمات مسبقة نجد فخامة الرئيس في سيارته الخاصة، دون أي مواكب تفخييمية، يتفقد سير العمل في مواقع المشروعات ، التي تتم الآن بكثافه في كل شبر من أرض المحروسه، نجده وسط العمال والفنيين والمهندسين والجمهور الذي يتصادف وجوده ، يسأل ويستفسر ويدون ملاحظاته ، ويصدر تعليماته وقراراته، من وحي معايشته للوضع الراهن على أرض الواقع، وكان بإمكان فخامة الرئيس إرسال الوزير المختص وموافاته بتقرير مفصل عن سير الأحداث، إلا انه آثر القيام بهذه المهمة بنفسه، رغم الأعباء الرئاسية الجسيمه للدولة ، الملقاه على عاتقه، وهنا يتبادر للذهن سؤال مؤداه.
إذا كان هذا تصرف رأس الدوله ورئيسها… لماذا لا ينتهج وزراء الحكومه هذا الأسلوب… لماذا يكتفي معظم الوزراء في إدارة دواليب اداراتهم الوزارية، من وراء المكاتب بدلا من إدارتها من خلال الشارع بكل ماتحمله الكلمة من معان، وإن فكروا لحظه في تمثل مثل هذا النهج في الزيارات الميدانية، فغالبا ما تكون زيارات سابقة الإخطار والإعداد والتنفيذ، بحيث تنقلب زيارتهم إلى نوع من الكرنفالات الممجوجه، والشو الإعلامي الزائف، لأن الجهة المستهدفة بالزيارة ستكون حينئذ مستعدة بكامل طاقتها للزيارة والاستقبال، ومن ثم فرصة ترتيب الأوراق والأوضاع ، بما يتماشى مع الصورة الوردية، التي تحرص الجهة المستهدفة بالزيارة لتصديرها إلى ذهن وعقل المسؤل، حتى جغرافيا المكان ذاته يعتريها التغيير المؤقت، لاستقبال معالي الوزير…ولعل الذاكرة الجمعية للمصريين التي لا يمكن الرهان على ضعفها، تزدحم بصور تزيين ورصف وتشجير كل الطرق التي سيسلكها المسؤل، ثم ازاله كل ما سبق بمجرد انتهاء زيارته الميمونه …
الساده وزراء مصر المحروسه…. انزلوا إلى مواقع اداراتكم وعايشوا نبض الشارع ومعاناته، لماذا لا تقفون مع الناس في طوابيرهم بالساعات دون وجود
مظله تقيهم لفحات الشمس الحارقة في عز الصيف، او تعيشون مرارة التسويف والمماطلة في تنفيذ الطلبات والخدمات الادارية، حينئذ ستكون قراراتكم الاصلاحية أكثر رشدا، من تلك القرارات المستوحاة من التقارير الورقية المكتوبه ممن تكلفونهم بكتابتها ورصدها…. كيف يكون الفكر الرئاسي سابقا بمراحل الفكر الوزاري، نأمل سرعة تفكير مجلس الوزراء الموقر في تلك النقطه البديهية ، والعمل على تدريب السادة الوزراء على كيفية القيام بزيارتهم الميدانية المباغته، مع الاعلان عن جملة النتائج المترتبة على تلك الزيارات لتدعيم الايجابيات، والتخلص من السلبيات ..
حفظ الله مصر والمصريين
كاتب المقال : أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.