الدور الصينى فى إستبعاد إسرائيل من عضوية الإتحاد الأفريقى لصالح القضية الفلسطينية
تحليل: الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية – أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ربما جاء تحليلى الدولى الجديد بشأن الدور الصينى فى إستبعاد إسرائيل من الإتحاد الأفريقى، كرسالة مباشرة على أحد طلابى فى الجامعة فى جامعة بنى سويف المصرية، قام بتحليل مضمون إحدى الخطابات السياسية – والتى دربت عليها طلبتى كجزء من منهج ومقرر مادة “النظرية السياسية” للفرقة الثالثة بقسم العلوم السياسية – ولكننى فوجئت عقب إرسال أحد طلابى لتحليل مضمون خطابه السياسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى السابق “نتنياهو” أمام البرلمان الأثيوبى فى عام ٢٠١٦، بأنه تحليل قاصر لا يمت للواقع بصلة، لعدم مراعاته كافة التحركات الصينية فى مواجهة إسرائيل وحليفتها الأمريكية الوثيق فى القارة الأفريقية.
كما أن الأهم عندى، هو أن الخطاب الذى حلله أحد طلابى، وطالبنى بنشره لى، لم يراع إطلاقاً كافة المستجدات الجديدة والراهنة، والمتعلقة بواقعة (طرد إسرائيل وإستبعادها المهين من عضوية الإتحاد الأفريقى كمراقب، والدور الصينى فى مواجهة إسرائيل كعين لواشنطن، لإضعاف النفوذ الأمريكى فى أفريقيا، ولتقويض وتحجيم النفوذ الإسرائيلى تماماً لصالح القضية الفلسطينية)، وربما كانت تلك جزئية تحليلية جديدة، وكخلفية لما أردت تحليله اليوم من وقائع وأبعاد دولية وإقليمية راهنة تمس قضايانا العربية، ودور الصين معنا فى القارة الأفريقية بالأساس، فى مواجهة سياسات التعنت الإسرائيلية ضد الأشقاء الفلسطينيين بالأساس.
ولعل ذلك يأتى (تضامناً من الصين مع القضايا العربية لصالح القضية الفلسطينية فى مواجهة تل أبيب وسياساتها المتعنتة مع الفلسطينيين، ورفض المسؤولين الإسرائيليين قبول أى تسوية سياسية حقيقية)، بحيث تترجم لإتفاقات ملزمة لصالح الفلسطينيين.
وأنا هنا أعيد على مسامع كافة طلابى فى مدرجات الجامعة فى مصر والمنطقة والعالم، بل وحتى لهؤلاء المختلفين معى حول عدم إتفاقهم معى بشأن وجود دور فعلى للصين لإستبعاد وطرد إسرائيل فى ٦ فبراير ٢٠٢٢، من مقعد مراقب بالإتحاد الأفريقى، بأننى أعى حقاً ما أقول، فإذا كنا نتحدث كأكاديميين عن (دور لإسرائيل فى أفريقيا، فعلينا اليوم أن نفرق بوعى كامل بين إسرائيل ما قبل، وما بعد… أى ما قبل واقعة طردها وإستبعادها التام من عضوية المراقبة فى الإتحاد الأفريقى، وبين ما بعد واقعة طردها المهينة)، والتى شاركت فيها أدوار خفية ومجهولة، وأعادت إلى الأذهان مشهد إنتصارات العرب فى مواجهة إسرائيل عام ١٩٧٣، بتضامن وتنسيق عربى وأفريقى كامل، بالمشاركة مع قوى دولية أخرى، فى مواجهة سياسات الهيمنة والإستبداد الإسرائيلية الصهيونية وإحتلال أراضى الغير وإنتهاك سيادة الدول، وإن إختلف مضمون وشكل النصر اليوم عن ذى قبل، بالنظر لأن أشكال الحروب باتت اليوم تأخذ أبعاداً أخرى، مثل: أبعاد ثقافية وناعمة، وحروب وعقوبات إقتصادية مثل ما تفعله واشنطن إزاء المختلفين معها، كروسيا وغيرها.
وهنا بات لزاماً على كأستاذة جامعية فى العلوم السياسية، وكخبيرة دولية معروفة فى الشؤون السياسية الصينية، بأن (واقعة مشاركة وترتيبات الصين فى التدخل لإستبعاد إسرائيل وطردها من الإتحاد الأفريقى، شبيهة بالمرة لما تؤكده كافة تأكيدات صناع القرار السياسى فى الصين، ومراكزها البحثية والفكرية فى بكين)، فضلاً عما تذهب إليه تأكيدات وتحليلات المجتمع الدولى الراهن، ومواد القانون الدولى، ومفاد ذلك، هو:
“أن القانون الدولى لم يأتِ بالأساس لحماية الشعوب الضعيفة، وإنما جاء لموازنة مصالح الدول الكبرى فيما بينها، وضمانها – وهما هنا الصين والولايات المتحدة الأمريكية – فمن هنا، جاء إتفاق الكبار على أن يكونوا هم وحدهم أصحاب القرار المتمثل فى حق الفيتو فى مجلس الأمن الدولى. أما الشعوب الأخرى المحبة للحرية والإستقلال والسلام، فلم تكن يوماً إلا مجرد أداة مساعدة لهذا الطرف أو ذاك، للمساهمة فى توازن القوى الكبرى لتلك الدول”
وبناءً على وجهة النظر التحليلية السابقة، كمقدمة مثلى ومدخل ضرورى من وجهة نظرى، لتقديم تحليلى الدولى الجديد للمجتمع الدولى ولزملائى الأكاديميين حول العالم، وبالأخص طلبتى فى الجامعة، حول الدور الصينى الخفى والحقيقى والغير مشار إليه دولياً بدقة وبعناية حتى الآن مع أهميته، والمتمثل فى تلك (المشاركة التضامنية الجماعية بمساعدة الصين، لتلقين إسرائيل درساً صارماً بطردها من التواجد أفريقياً بشكل رسمى، رغم وجود مقعد م…
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.