السفير الافغاني بالقاهرة محمد محق ل”أخبار السفارات”
علاقاتنا بمصر تاريخية وتزيد عن ٩٠ عام .. ونحتاج لإستمرار المنح الأزهرية لإخماد نار التطرف
العامل الدينى بصبغته المتطرفة أشعل وقود الحروب فى أفغانستان على مدار ٤٠ عاما
حوار _ صلاح البيجرمى وأيمن حبنة:
أكد سفير أفغانستان بالقاهرة محمد محق أن العلاقات التى تربط بين مصر وأفغانستان علاقات تاريخية تزيد عن ٩٠ سنة وكانت أفغانستان توفد طلبة للأزهر فى خمسينيات القرن العشرين وتتطلع لإستمرار المنح الأزهرية لإخماد نار التطرف والتى تعد أحد أسباب هذه الحرب .
وأكد السفير محمد محق أن أفغانستان طلبت من المسئولين فى الأزهر الشريف عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية فى أفغانستان وتدريب الكوادر فى أفغانستان سواء من الطلبة أو الأساتذة أو الأئمة وخطباء المساجد مؤكدا أن التجربة المصرية تجربة ملفتة للأنظار وملهمة للكثيرين وخصوصا فى الشرق الأوسط مع كل التعقيدات والمشاكل فى المنطقة وهذا الدور فضله يرجع للرئيس السيسى وبعده للمؤسسات الحكومية التى ترافقه فى هذه المسيرة .
وأشار سفير أفغانستان بمصر إلى هناك محاولات لنقل الحجاج الأفغان إلى السعودية بواسطة شركات الطيران المصرية وفتح الباب للشركات المصرية للإستثمار فى أفغانستان فى مجالات المقاولات والطرق والكبارى والطاقة وسدود المياه مشيرا إلى أنه يجرى حاليا عمل خطة لزيارة رئيس الجمهورية لمصر عقب إنتهاء الإنتخابات فى أفغانستان خلال هذا العام .. وتفاصيل أخرى تسردها سطور الحوار التالى.
- ما وضع العلاقات المصرية الأفغانية فى الفترة الماضية ؟ وهل ستثمر هذه العلاقات عن أشياء معينة فى الفترة المقبلة ؟
العلاقات بين البلدين تاريخية وزادت عن ٩٠ سنة ويعتبر تاريخ علاقاتنا رصيدا معنويا للعلاقات بين البلدين ويمكن أن نستثمر هذا الرصيد ونطوره إلى مستوى يخدم مصالح البلدين فى المستقبل والعلاقات مع هذا التاريخ الطويل ليس عليها أى غبار بل تشجعنا للإستمرار وتوسيع العلاقات إلى آفاق أرحب بمقتضى المستجدات الحديثة فى المجالات المختلفة .
- هل سيكون للأزهر الشريف دور فى حل النزاعات الداخلية فى أفغانستان ؟
لاشك أن للأزهر الشريف دور فى حل النزاعات المختلفة بحكم كونه أكبر مركز علمى دينى وهناك فى أفغانستان إقتناع تام بهذا الخصوص وعلاقة أفغانستان بالأزهر بدأت فى خمسينيات القرن العشرين وكنا نوفد طلبة للأزهر الشريف وإستمرت هذه الوفود إلى الآن وكانت الأعداد تزيد وتقل أحيانا لكن لم تنقطع ابدا وطبعا هناك إستفادة من إستمرارية المنح الدراسية لأفغانستان رغم كل التقلبات والأحداث التى حدثت فى أفغانستان يرجع فضله أولا للأزهر الشريف وإنفتاحه للطلبة الأفغان وثانيا لزملاءنا فى الحكومة المصرية فهم سعوا إلى هذه العملية دائما سواء فى الخارجية أو فى الإدارات الأخرى وثالثا للأزهر الشريف فهو يعتبر ويعرف فى العالم الإسلامى كرمز للوسطية والإعتدال الفكرى وذلك مجمع عليه لدى الأفغان وخارج أفغانستان وطبعا فى العالم العربى وكثير من بلدان العالم الإسلامى وحتى من الجاليات المسلمة فى بلدان غير مسلمة ونحن بحكم دراستنا للظروف فى أفغانستان وجذور المشاكل نرى أن واحد من أسباب هذه الحرب والمشاكل الموجودة هو العامل الدينى بصبغته المتطرفة والتى كانت وقودا للحرب ولا زالت تدفع ماكينة الحرب إلى الأمام فالبديل للأفكار المتطرفة يكون هو الفكر المعتدل الذى يكون أحسن تمثيل له مؤسسة الأزهر الشريف وطبعا الظروف تختلف من أفغانستان إلى مصر ومن مصر إلى بلاد أخرى وظروف أفغانستان خلال ٤٠ سنة من الحروب جربت عنفا واسعا على مستوى البلد و أصبح كظاهرة لها جذور مختلفة سواء من تهريب المخدرات والعصابات التى ورائها إلى الذين يتاجرون بالحرب إلى المجموعات المتشددة والمتطرفة وبناء على هذه التجربة المريرة فى أفغانستان وما عانينا من الإتجاهات المتطرفة يكون الترقب فى أفغانستان للأزهر الشريف أن يأخذ دور أقوى لمواجهة هذه الأفكار بشكل خاص فى أفغانستان خصوصا الجانب التنويرى فى الفكر الإسلامى والجانب الآخر هو الجانب المحافظ المتشدد وقد كثرت فيه النشاطات والمنشورات خلال ٤٠ سنة الماضية كانت فيه مجلات وكانت فيه مدارس ومعاهد ومجموعات تبث الأفكار المتطرفة وبناء على حجم منتجاتهم هناك تحدى كبير للمجتمع الأفغانى وسيكون للأزهر دور يوافى هذا الحجم من التحدى الموجود فى المجتمع الأفغانى ولهذا نحتاج لإستمرار المنح الأزهرية وإلى جانب دراسة هذه المنح كيف يوظف لصالح الحاجة الأساسية للمجتمع الأفغانى الذى يواجه إضعاف وإخماد نار التطرف والأفكار المتطرفة فى أفغانستان .
- هل ستطلبون عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية بين الفصائل الأفغانية يدعو له شيخ الأزهر ويكون تحت رعايتة ؟
نحن تكلمنا مع المسئولين فى الأزهر الشريف فى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية فى أفغانستان وخصوصا فضيلة الإمام الأكبر إلتقيت بفضيلته أكثر من مرة وغالبا مع كل وفد من أفغانستان على المستوى الرسمى الحكومى وقابلنا فضيلة الإمام ودائما رأينا ترحيبا وإستقبالا أخويا على أعلى مستوى من المسئولين فى المشيخة الأزهرية و طرحنا مطالبنا والحاجات التى تركز أفغانستان على تغطيتها من جانب الأزهر الشريف و بعضها يحتاج إلى تحويلها إلى برنامج عمل قابل للتطبيق وكان الإطار العام دائما قائم على التعاون والتفاهم ودون أيه معوقات.
- كيف سيتم تجفيف جذور الأفكار المتطرفة ؟
الجانب الفكرى والتعليمى يمكن من خلاله تجفيف جذور الأفكار المتطرفة عن طريق التعليم وتدريب الكوادر فى أفغانستان سواء من الطلبة أو الأساتذة أو سائر الكوادر العلمية أو تدريب بعض الأئمة والخطباء وقد تحدثنا بشأنهم مع المسئولين فى الأزهر وهناك تفاهم مبدئى على أصل الفكرة كى نجئ ببعض الأئمة والخطباء من كل محافظات أفغانستان إلى مصر أو مسئولى الأوقاف من محافظات مصر يتدربوا أو يشاركوا فى دورات عمل عند الشيوخ والأساتذة الأزهريين ويأتوا إلى أفغانستان وينشروا وينفذوا نفس النشاط هناك وبخصوص الشق الثانى للقضية وهو الحرب فى أفغانستان كان موقف الأزهر الشريف هو إدانة العنف دائما ولما تكلمنا مع فضيلة المفتى و فضيلة الإمام الأكبر و المسئولين بمجمع البحوث الإسلامية كان دائما موقفهم إدانة العنف والتطرف فى سائر العالم الإسلامى أو حتى أحيانا بشكل صريح من إدانة العنف فى أفغانستان لكن بخصوص عملية المصالحة فى هذا الجانب كنا نتوقع أن يكون للأزهر الشريف دور أقوى. وطبعا هذا يحتاج إلى التنسيق مع الخارجية المصرية ورئاسة الجمهورية والأجهزة الأخرى لأن قضية المصالحة ليست بالقضية الشرقية والقضية العلمية فلها أبعاد سياسية وأمنية وفكرية فالأزهر الشريف يمكن أن يقوم بدور أقوى لدفع عملية المصالحة وتخفيف وطأة الحرب والعنف بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية الأخرى خصوصا الإدارات التى لها إلمام مباشر بالقضية الأفغانية ولهم خبرة يومية بكل الأحداث فى أفغانستان هذا من المتوقع لأننا فى أفغانستان حاولنا أكثر من مرة طلب مساعدة من البلاد الإسلامية مثل السعودية والبلاد الأخرى لحماية عملية المصالحة وإيقاف الحرب وإجتمع علماء أفغانستان فى مؤتمر بجاكارتا بأندونيسيا وبعض القيادات الإسلامية الأخرى ونادوا بضرورة إيقاف الحرب والإتجاه للسلام والمصالحة وكان هناك مؤتمر ثانى فى جدة بالسعودية شارك فيه كثير من العلماء بمساعدة منظمة التعاون الإسلامى وكنا نتوقع أن يكون للأزهر الشريف دور فى هذا المجال وهذا من الممكن أن يأخذ طابعا عمليا ولكن التفاصيل والإجراءات من هذه العملية تحتاح لدراسة من الأجهزة المختلفة وعدد من المشاركين قد أتوا إلى جدة كى يتناقشوا وهذه القضايا يمكن بحثها لكن عموما أصل الضرورة موجودة .
- هل تقدمتم رسميا بطلب للأزهر للتدخل للمصالحة ؟
تقدمنا شفويا ولاقى طلبنا ترحيبا من الأزهر لكن التفاصيل على الورق حتى الآن لم تتم .
- هل تقدم الجانب الأفغانى بتفاصيل عملية المصالحة أم لا ؟
لم نتقدم حتى الآن بتفاصيل عملية المصالحة ولما كنت فى كابول طلب مدير مكتب رئيس الجمهورية من سفير مصر بكابول مساعدة مصر لأفغانستان فى قضية المصالحة بعد ذلك لما تكلمت مع مسئولين مصريين وصلنا إلى مساعدة لعملية المصالحة ولها أشكال مختلفة واحد منها هو دور الأزهر الشريف لعقد مؤتمر يجمع كل الأطراف لمناقشة الوضع والوصول إلى إتفاق لإيقاف العنف .
- هل ترى أن الأزهر بما يملكه من خبرات فى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وفى اليمن يمكن أن يلعب دورا أكبر فى أفغانستان ؟
فى هذا المجال يمكن أن يكون للأزهر الشريف دور أقوى ولقد قلت لبعض المسئولين المصريين لماذا ينعقد مؤتمر فى جدة ولا ينعقد فى مصر ؟ ونظن أن إنعقاد مؤتمر للمصالحة فى الأزهر سيكون له السبق الأقوى والتأثير الأكثر من أى مكان آخر طبعا والحرمين الشريفين لهما مكانتهما الإسلامية وقداسة الأرض لا شك فيها فى نفوس مسلمى العالم ستجعلهم يحاولون أن يربطوا قضاياهم إذا كان لها طابع دينى وهذه قضية لاشك فيها لكن إذا نظرنا فى إطار العلم فالأزهر الشريف يحتل المركز الأول .
- ما رؤيتك لما مرت به مصر بعد قيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وما قام به الرئيس السيسى من إنجاز العديد من المشروعات القومية خلال خمسة سنوات من توليه الحكم ؟
الأمور والأحداث اليومية إذا أردنا تحليلها من المفضل أن نضعها فى صورة أكبر لمنطقتنا فى الشرق الأوسط إلى أفغانستان خلال ١٠ سنوات الأخيرة كانت صورة ممزوجة بالأحداث والعواصف التى زلزلت الأرض تحت أقدام الناس والشعوب وجربنا تجارب مريرة فى سوريا واليمن وبعض البلاد الأخرى ولو نأخذ فى بالنا هذه الصورة الكبيرة للأحداث سنصل إلى دراسة الأحداث فى مصر والتحولات التى تديرها الحكومة وكذلك المشروعات فى هذه الصورة الكبيرة وتجربة مصر فى السنوات الأخيرة تعتبر تجربة ملفتة للأنظار وملهمة للكثيرين لأن مصر صامدة وواقفة على أقدامها وصامدة أمام العواصف وطموحة ومتطلعة إلى مستقبل فيه نجاحات وأمل كبير فى العبور من هذه العواصف وإستقرار البلد وحماية مؤسسات الدولة وتأمين البلد من كل أطياف المجتمع ليست قضية سهلة فى مثل هذه الأيام وخصوصا فى الشرق الأوسط مع كل التعقيدات والمشاكل فى المنطقة هذا الدور فضله يرجع أولا للرئيس السيسى وبعده للمؤسسات الحكومية التى ترافقه فى هذه المسيرة وكذلك الجيش والأجهزة الأمنية التى لها دور بارز فى إستقرار البلد وكذلك المجتمع المصرى والشعب اليقظ الذى يفهم ظروف الواقع وتفهمه للحكومة والدولة فى هذه المسيرة فأنا متفائل رغم أنه فى كل بلد يمكن أن يكون هناك بعض المناقشات السياسية من أطراف مختلفة ويمكن أن يكون هناك ملاحظات من هذه الجهة أو تلك وأنا كشخص دبلوماسى أخدم هنا لا أحب التطرق إلى النقاط الجزئية الداخلية وهذا عادى فى كل بلد فأهل السياسة والأحزاب والمجموعات المختلفة يكون لهم آراء تجاه بعض النقاط لكن الأصل هو الإستقرار والإحتفاظ بمكانة الدولة الوطنية وحماية مؤسساتها والقدرة على خلق آفاق جديدة وطرح رؤية جديدة تتناسب مع الحاجات ومتطلبات المجتمع المستقبلى وقدرة مصر وقدرة قيادتها فى رأيى قابلة للتقييم والتحسين.
- هل يمكن الإستعانة بالتجربة المصرية فى المشروعات القومية فى إعمار أفغانستان من خلال الإستعانة بشركات المقاولات المصرية خصوصا وأسعارها أقل من مثيلاتها ؟
تخصصى ليس فى الإقتصاد وشركات الأعمال ولكن عندى فكرة عامة عن الوضع وظروف السوق الموجود فى أفغانستان وتكلمت مع المسئولين فى الخارجية وبعض الإدارات الأخرى أنه يوجد ترحيب من الجانب الأفغانى للشركات المصرية للإستثمار فى أفغانستان وهذه ضرورة تخدم مصالح البلدين أن يكون بين الشركات القومية فى البلدين تعاون ويكون هناك تبادل تجارى ومشروعات متبادلة والسوق الأفغانى خلال العقدين الآخريين كان سوقا منفتحا على العالم وفى مثيله من الشركات غير الأفغانية سواء من منطقتنا أو من العالم وهناك شركات كثيرة دخلت هذا السوق وكانت راضية عن إنجازاتها وراضية عن ربحها من هذا السوق وأظن أن هناك فرصة كبيرة للشركات المصرية خصوصا أن أفغانستان يعتبر جزء من سوق آسيا ليست لوحدها ولها إرتباط بالطرق التجارية الجديدة مثل طريق الحرير الجديد والذى يشمل الصين وآسيا الوسطى وإيران وكوبا وتركيا وبلاد مختلفة وأنا سمعت من رئيس الجمهورية أكثر من مرة فى أفغانستان أن أفغانستان تعتبر كتقاطع طريق لأربعة طرق بين آسيا الجنوبية وآسيا الوسطى من جهة وبين الصين وكوبا من جهة ثانية فهذه النقطة تعتبر إستراتيجية سواء من الجانب الإقتصادى أومن الجانب العسكرى ومن مجالات أخرى فحضور مصر فى هذه النقطة من العالم تعطى لها فرصة للتعامل مع هذا الكيان كمنطقة لوجيستك وغيابها أظن أنه يعتبر نوع من الخسارة على الأقل من الجانب الإقتصادى ففى المستقبل تعرفون أن القرن ٢١ هو قرن آسيا والحضور فى آسيا ومنها أفغانستان التى قال عنها الشاعر الباكستانى محمد إقبال وسماه بقلب آسيا وله أشعار تسبح بفضل أفغانستان وقال : الجسد كله يتأثر بالقلب ومن فساد القلب فساد الجسد ومن صلاح القلب صلاح الجسد فهذا تعبير عن رؤية حقيقية لظروف أفغانستان ورغما عن كل الصعاب والمشاكل التى مرت بها أفغانستان خلال سنوات الحرب لكن حتى الآن أفغانستان تعتبر بلد إستراتيجى فإذا نظرنا إلى المستقبل البعيد لابد من التفكير فى مشروعات بين أفغانستان ومصر سواء فى الحانب الإقتصادى أو جوانب أخرى وفى هذا تشجيع للشركات المصرية ليأخذوا دورهم المساهم فى السوق الأفغانى وأظن أن ذلك يخدم مصالح البلدين .
- هل الدعوة التى توجهها أفغانستان للشركات المصرية للإستثمار بها ترتكز على شركات المقاولات فقط ؟
الدعوة للإستثمار فى أفغانستان موجهة لكل أنواع الشركات وخصوصا التى تنشئ الطرق الكبيرة بين المدن وتنشئ الكبارى والجسور وكذلك الشركات التى تتخصص فى سدود المياه فأفغانستان تعتبر مصدر للمياه لكل البلاد حولها فبها أنهار كثيرة وثلوج وسيول والحكومة الأفغانية تهتم بهذا الجانب ويعتبرون الماء ثروة لها أبعاد مختلفة منها زراعية ومنها تستخدم لتوليد الكهرباء وكذلك لها أبعاد سياسية ولذلك بناء على أهميتها لدى الأفغان فالشركات التى تساهم فى هذا المجال لها فرص كبيرة للإستثمار فى أعمال السدود فى أفغانستان وكذلك شركات إنتاج الكهرباء وأظن أن لمصر تجربة كبيرة فى هذا المجال وأفغانستان من البلاد التى تستورد الكهرباء من الجيران وكذلك مشروعات أن تكون أفغانستان ممرا لأسلاك الكهرباء من آسيا الوسطى إلى آسيا الجنوبية إلى باكستان والهند وبلاد أخرى وإذا كانت الحرب قد إنتهت يكون هناك فرص كثيرة للتعاون فى جنوب آسيا وآسيا الوسطى فى مجال الطاقة وكانت هناك مشروعات إستثمرت فيها الحكومة الأفغانية وبعض حكومات المنطقة وبعضها هذه المشروعات مزيج من الغاز والبترول والكهرباء تنطلق من آسيا الوسطى وتصل إلى بحر الهند ثم تصل به إلى السوق العالمى ولهذا فالشركات المصرية لديها فرص واعدة إذا كانت هناك دراسة جدوى جيدة .
- كيف يمكن للمسثمر المصرى أن يستثمر فى أفغانستان ولا يوجد هناك خطوط طيران متبادلة بين البلدين ؟
كانت هناك محاولات فى ٢٠١٠ و٢٠١٤ وحتى ٢٠١٥ لتبادل الطيران بين البلدين وكانت هناك مسودة قبل سنوات للتعاون الجوى بين أفغانستان ومصر وكان هناك إتفاق إبتدائى بين البلدين و توافق مبدئى على الموضوع لكن لم يكتمل هذا المشروع وهناك إمكانية فى تفعيل هذا المشروع وكانت هناك محاولات لنقل الحجاج الأفغان إلى السعودية والإستعانة فى ذلك بشركات الطيران المصرية وكانت تلك المحاولات منذ ٣ سنوات فى كابول وبعض الشركات فى مصر ثم توقفت تلك المحاولات وهذه القضية قضية سوق حر ومن الممكن دخول شركات أخرى مع شركة مصر للطيران وهى واحدة من المجالات التى يمكن أن نفكر فيها مستقبلا.
- وماذا عن مشروعات الطاقة ؟
هناك مشروعات للطاقة الشمسية فى أفغانستان لكن المشروعات الأكبر تتعلق بآسيا الوسطى وكيفية نقلها للسوق العالمى عن طريق أفغانستان وهناك أكثر من مشروع بين أفغانستان وباكستان وتركمنستان وبين أفغانستان والهند وباكستان ثم بين أزوبكستان وقيرغستان وأفغانستان والهند والكثير من هذه المشروعات تتداخل فى بعضها وقريبة من بعضها وبعضها مركزة على الكهرباء وبعضها مركزة على الغاز وبعضها مركزة على النفط وبعضها يتجه إلى كل هذه فأفغانستان فرصة لمثل هذا الإستثمار.
- هل هناك دراسة لربط خطوط الطيران بين القاهرة وكابول ؟
إذا كنا نريد أن نكون واقعيين وعمليين هناك فى كابول أكثر من له حضور فى السوق الأفغانى فى مجال الطيران وهو الطيران الإماراتى ثم الطيران التركى فهناك يوميا رحلات من كابول لأسطنبول ثم البلاد المجاورة مثل الهند ومنافسة هذه الشركات يحتاج لجهود كبيرة لكن المجال مفتوح ولامانع إذا كانت هناك مبادرة من الشركة المصرية للطيران فالحكومة الأفغانية تعطيها بعض التشجيع.
- كم عدد السائحين الأفغان لمصر ؟
عدد السائحين الأفغان لمصر قليل جدا ومعظم من يجئوا ليسوا من أفغانستان مباشرة طبعا بعضهم يأتى من كابول مباشرة لكن عدد قليل ومعظم الأفغان يريدون المجئ لمصر ويأتون أيضا من روسيا وغيرهاو ليست السياحة من أفغانستان لمصر مباشرة موضوعا صعبا كما لا يوجد سائحين مصريين إلى أفغانستان فالهاجس الأمنى غالبا واحد من الأسباب ثم قضية السياحة فى أفغانستان كانت متأثرة بظروف الحرب وفى الستينيات والسبعينيات كان يفد لأفغانستان مليون سائح من أوربا وأمريكا وتوجد أفلام كثيرة عن السياح فى اليوتيوب ولكن بعد الحروب الظروف إختلفت .
- هل هناك تفكير فى إنتاج فليم وثائقى عن العلاقة بين مصر وأفغانستان ؟
نفكر فى هذا الأمر بمناسبة مئوية إستقلال أفغانستان عن بريطانيا فى عام ١٩١٩ وطلبت من رئاسة الجمهورية فى كابول أن يعملوا لجنة تكون رافدا فى كل السفارات ويكون معهم مجموعات أفلام كثيرة عن أفغانستان من الخمسينيات والستينيات وحتى الآن .
- ما رؤيتك لآفاق التعاون مع مصر والتى تضع أفغانستان فى الإطار الصحيح وتغيير الصورة الذهنية السلبية عن أفغانستان بسبب الحروب ؟
أعتقد شخصيا بضرورة إيجاد علاقات على مستوى المؤسسات الأكبر بين البلدين منها التعاون بين المؤسسة العسكرية فى مصر ووزارة الدفاع الأفغانية وكذلك بين مخابرات البلدين وتدريب الكوادر العسكرية والأمنية فى مصر ونعتقد أنها من الأمور الهامة لنا وتكلمت مع مسئولين مصريين ونتابع الأمر حتى يأخذ طابعا عمليا وفى المجال الثقافى كانت الوفود مستمرة خلال السنوات الماضية فهناك وفود على مستوى الوزراء ورئيس الحكومة وزار مصر مرة أو مرتين وزراء مختلفين وبعد أن تتم الإنتخابات فى أفغانستان خلال هذا العام سنعمل خطة لزيارة رئيس الجمهورية لمصر وكانت هناك وفود ثقافية لمصر فى فبراير الماضى ثم وزير الحج والأوقاف الأفغانى كان فى زيارة لمصر قبل شهرين ووفد رئاسة الجمهورية من مكتب مستشار الأمن القومى وبعد شهر رمضان هناك وفود أخرى لمصر.
- منذ متى تعمل فى مصر ؟
أعمل فى مصر منذ ٧ شهور كسفير وعملت أيضا من ٣ سنوات دبلوماسيا من ٢٠٠٨ حتى أكتوبر ٢٠١١ ثم إنتقلت للعمل فى كندا ثم ٤ سنوات فى كابول ثم مرة أخرى لمصر .
- لماذا لا تقوم أفغانستان بعمل معارض فنية وسينمائية بمصر ؟
بعض هذه الأمور تحتاج لميزانية مخصصة لها ولقد درست العلاقات بين مصر وأفغانستان خلال العقود الأخيرة وكان التعاون فى الجانب التعليمى والثقافى أثقل من الجوانب الأخرى لهذا فأنا أركز على تغيير الثقل ليكون التعاون فى الجانب المؤسساتى ثم الجانب الإقتصادى مع إستمرار التعاون التعليمى والثقافى كما كان حتى تكون المنافع والمصالح القوية متداخلة فى بعض تجاريا وفى مجالات أخرى وهذه من الأمور التى نريد فيها مساعدة زملاءنا من الحكومة المصرية لنا حتى يمكن تحقيقها وإقترحت ذلك على المسئولين والحكومة فى كابول وكلهم موافقون على الفكرة ولكن تحتاج إلى خطوات عملية كى نحققها ونترجمها لخطط وقتية تخدم بعضها البعض .
- ما هى الأغانى التى تحب سماعها فى مصر ؟
لست متعودا كثيرا على سماع الأغنيات ولكن أحيانا أستمع إلى بعض أغنيات أم كلثوم وكنت أستمع قديما لفيروز وهى ليست مصرية وأحب أغانى بعض الوجوه الجديدة مثل أشرقت أحمد وهى بنت صغيرة من الإسكندرية شاركت فى منافسة عالمية وبعض أغنياتها إشتهرت وأنا إستمعت إليها ولكن فى الحقيقة أنا لست ماهرا فى مجال الفن .
- وماذا تحب من قراء القرآن الكريم فى مصر ؟
أحب عبدالباسط عبدالصمد وأستمع إليه منذ صغرى وكثير من الأفغان يستمعون إليه ولست متأكدا من سفر القراء المصريين لأفغانستان حيث ولدت قبل الحروب بسنتين وسمعت محمد رفعت والحصرى والمنشاوى والطبلاوى ففى كل بيت فى أفغانستان يستمعون لعبدالباسط عبدالصمد ولا أظن أنه لا أحد فى أفغانستان لا يعرف عبدالباسط عبدالصمد .
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.