السودان … حرب شوارع وتحذيرات من نفق مظلم | تقرير
وكالات – أخبار السفارات
وسط تضارب التقارير بشأن السيطرة على الأرض، تجددت الاشتباكات مساء الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى، مصحوبة بغارات جوية للجيش في محيط سلاح المهندسين في الخرطوم، رغم إعلان هدنة لمدة 3 ساعات، فيما تعالت الدعوات الإقليمية والدولية لوقف القتال.
وشهدت الخرطوم ومدينة أم درمان تجدد الاشتباكات المسلحة بين قوات الطرفين المتصارعين، فيما أكدت تقارير إعلامية أن الخرطوم تعاني من تذبذب في خدمات الاتصالات والإنترنت.
وكانت القوات المسلحة السودانية، أعلنت الأحد أنها توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، لمدة 3 ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصرا، فيما أعلنت قوات الدعم السريع من جانبها السماح للمسارات الآمنة لمدة 4 ساعات استجابة للمبادرة الأممية.
وقال ناشطون إن “الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط القصر الرئاسي في الخرطوم، وعدد من مناطق العاصمة بالإضافة إلى أم درمان”.
وفي المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية وعدد من المدن الأخرى في البلاد، تُستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، وفقاً لتقارير محلية.
ويذكر أن التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، قد تحول إلى مواجهات عنيفة، السبت، بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.
معلومات متضاربة
وفي ظل تضارب المعلومات، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن الموقف العام مستقر جداً، وأن هناك اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية أن “قوات الدعم السريع غادرت مطار مروي العسكري، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش”.
ونشرت عناصر من الجيش السوداني، مساء الأحد مقاطع فيديو تظهر دخولهم قاعدة مروي العسكرية، فيما أفاد شهود عيان، بانسحاب قوات الدعم السريع من مطار مروي في شمال السودان، وأضافوا أن قوات الدعم السريع باتت تتمركز على بعد 3 كيلو مترات من مطار مروي بعد الانسحاب منه.
ووفق شهود العيان، أقدمت قوات الدعم السريع على حرق مستودعات الذخيرة بمطار مروي قبل مغادرته.
وأعلن وزير المعادن السوداني مساء الأحد مقتل 2 من أفراد أسرته و 2 من عناصر حمايته بعد سقوط قذيفتين على منزله بالخرطوم.
ويأتي ذلك فيما، أعلن الجيش السوداني، في وقت سابق، سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في 7 ولايات، وقال الجيش في بيان نشره على “فيس بوك” إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي، مضيفاً أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم، ونفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.
ومن جهة ثانية، نشرت قوات الدعم السريع فيديو لما تقول إنه استسلام لمدير دائرة القضاء العسكري، فيما أعلنت قوات الدعم السريع ، إسقاط مروحية تابعة للجيش السوداني، قرب جسر كوبر بين الخرطوم والخرطوم بحري.
ونشر الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع على “فيس بوك” مقطع فيديو للطائرة المروحية السودانية التي تم إسقطاها.
مطالبات بوقف القتال
ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية، على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
وخلال الساعات الماضية تصاعدت التحذيرات والمخاوف الدولية والإقليمية من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ، وقد حذّر خبراء ومحللون من استغلال الجماعات المسلحة في الداخل حالة الصراع الراهن لتحقيق مكاسب على الأرض.
ومن جهتها، أعلنت السفارة الأمريكية في السودان، بيان مساء الأحد، أنه لا توجد خطط حالياً لإجلاء الرعايا الأمريكيين من السودان، في ظل الموقف الأمني الضبابي وإغلاق مطار الخرطوم.
وتصاعدت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وكان آخرها الأمم المتحدة التي شددت على ضرورة وقف الاقتتال في السودان ومحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.
ومن جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، بـ”محاسبة المسؤولين” عن مقتل 3 من عمال الإغاثة التابعين لبرنامج الغذاء العالمي في السودان التابعة للأمم المتحدة، فيما أعلن “الغذاء العالمي”، تعليق كافة عملياته في السودان، وذلك بعد مقتل العمال الثلاثة في منطقة كبكابية بشمال دارفور.
وبدورهم، قرر قادة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الأحد، إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي في أقرب وقت ممكن إلى السودان من أجل وضع حد للمعارك التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع صباح السبت، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وفي السياق، حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك من نتائج كارثية للاشتباكات الدامية بين طرفي الصراع، داعياً إلى حوار يؤدي لاتفاق بين جميع الأطرف.
وقال حمدوك في مؤتمر صحافي في أبوظبي، مساء الأحد، إن “هذه الحرب اللعينة ستقضي على الأخضر واليابس، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والوصول لتفاهمات سريعة”، مضيفاً “هذه حرب المنتصر فيها خاسر”.
وتابع “أدعو إلى حوار يؤدي إلى اتفاق، وإلى رفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني”، مضيفاً: “يجب أن تتوقف الحرب اليوم قبل الغد لإتاحة الفرصة للشعب السوداني كي يعود لمسار الانتقال الذي بدأ قبل 3 سنوات، ويجب العمل على إقرار هدنة تسمح للمواطنين بالحصول على احتياجاتهم الأساسية”.
وأردف “أدعو المجتمع الدولي والإقليمي لمساعدة السودان في هذه المحنة”، مشيراً إلى أن المعاناة كانت موجودة في السودان، والآن تفاقم الوضع في هذه الحرب، مشدداً على أن الوضع الإنساني كارثي، ولا خيار أمام الشعب السوداني إلا خيار السلام.
وأسفرت الاشتباكات الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل 56 شخصاً على الأقل، في اليوم الثاني من الاشتباكات.
وقالت منظمة تمثل الأطباء إن “ما لا يقل عن 56 مدنياً لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات، وإنها تعتقد أن هناك عشرات القتلى الإضافيين بين القوات المتناحرة”، كما قالت نقابة أطباء السودان إن “هناك نحو 600 مصاب، بينهم مدنيون ومقاتلون”.
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.