القوة الناعمة في شكلها السعودي.. مثال يحتذى
بقلم: حسن إسميك
لو سألنا ما هو مصدر قوة المملكة العربية السعودية، لسارعت الأغلبية بالإجابة دون تردد: النفط! وفي حين لا تحيد هذه الإجابة عن الصواب، لكن حصر عوامل قوة المملكة بثروتها النفطية فقط، هو مكمن الخطأ.
تمتَّعت السعودية بمكانة مرموقة عربياً وإسلامياً قبل اكتشاف النفط، وقبل أن تغطّي عائداته، في نظر البعض، على عوامل القوة الثقافية الكامنة فيها، تلك العوامل التي يوازي دورها، ويزيد ربما، دور النفط، في تفسير قوة المملكة ومكانتها الإقليمية والدولية.
شهد العالم العربي أخيراً حالة من الفوضى والاضطرابات وحتى الحروب، جرّاء ما سُمِّي “الربيع العربي” والذي كان أشبه بعاصفة اجتاحته منذ مطلع العقد الثاني من هذه الألفية، فأطاحت أنظمة، وأشعلت حروباً وأضعفت جيوشاً كبرى، وغيرت خريطة العلاقات في المنطقة ككل. غير أن المملكة استطاعت في هذا البحر من الفوضى أن تقف صامدة وثابتة. ومع أن الثروة النفطية وما تخلقه من “قوة صلبة” قد لعبت دوراً رئيساً في هذه الثبات، لكنها لم تكن لتنجح لولا اقترانها بالثروة الثقافية وما تخلقه من “قوة ناعمة”. فقد منح توليف هاتين القوتين للسعودية قوتها “الذكية” أو “العالمية” واسعة النطاق.
يعود مفهوم “القوة الذكية” هذا إلى جوزيف ناي عالم السياسة الأمريكي والمسؤول السابق في إدارة بيل كلينتون. فهو يميّز بين قوتين، الأولى صلبة هي “القدرة على جعل الآخرين يتصرفون بطرق تتعارض مع تفضيلاتهم واستراتيجياتهم الأولية”، أو بتعبير آخر: القدرة على الإكراه من خلال التهديدات والإغراءات “العصا والجزرة”.
أما الثانية فهي القوة الناعمة أي القدرة على جعل “الآخرين يريدون النتائج التي تريدها” أو “القدرة على تحقيق الأهداف من خلال الجذب والترغيب بدلاً من الإكراه”.
يرى ناي، استناداً إلى أمثلة تاريخية كثيرة، أن القوة الناعمة لا تقلُّ أهمية عن الصلبة، بل لعلها أشد تأثيراً عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية.
فبواسطتها يمكن تغيير سلوك الآخرين من دون صراع، ناهيك عن تكلفتها المنخفضة مقارنة بـ”الصلبة”، كما أن فشلها لا يؤدي لخسائر فادحة كما هو الأمر بالنسبة للقوة الصلبة.
تبلور مفهوم “القوة الذكية”، الذي ينطوي على مفهوم القوة الناعمة، قبل ثلاثة عقود فقط، إلا أن وجودهما في المملكة العربية السعودية، من حيث التطبيق، يعود إلى وقت سابق على ذلك بكثير. فالمملكة تشغل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية ذات الموقع الاستراتيجي الذي توسَّط قديماً حضارات الصين والهند والحبشة، وساحل الخليج العربي والبحر الأحمر والعراق والشام ومصر، ما جعلها ممراً تجارياً مهماً وطريقاً للقوافل؛ كما ازدهرت فيها حضاراتٌ مثل: المقر، ومدين، وعاد، وثمود، ودلمون، إضافة إلى الممالك العربية التي أخذت تنشأ على إمتداد طرق القوافل التجارية.
ثم كانت الكعبة، قبل ظهور الإسلام، وجهة حجٍّ من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، واحتوت صوراً وتماثيل للمسيحية واليهودية وحتى لديانات وثنية لبعض القبائل العربية، فتحوّلت ومحيطها إلى ملاذ لا يُنتَهك.
عاصمة الإسلام..
في مرحلة لاحقة، ظهر الإسلام في تلك المنطقة أيضاً، وأعاد النبي (ص) والمسلمون للكعبة المشرفة قدسيتها، وأزالوا كلّ صنم أو صورة داخلها أو حولها، وأسقطوا أي طقوس وثنية عن الحج، لتصير المكان الأقدس لدى جميع المسلمين. كما تحولت أم القرى بعد بناء “المسجد الحرام” إلى مكان مقدس يؤمه ملايين المسلمين كلّ عام لأداء فريضة الحج أو للعمرة أو حتى للصلاة والتقرب لله سبحانه وتعالى في ذلك المكان الذي بعث إليه ومنه الرسول الكريم، لينشر رسالة الإسلام في العالم.
هذا التكريم الذي خصّ به الله منطقة الحجاز، جعل من السعودية صاحبة السيادة على هذه المنطقة عاصمة الإسلام في العالم، وما زال حكامها من آل سعود، يحملون هذه الأمانة الكبرى ويرون في هذا التكريم المسؤولية الأولى، فجعلوا من أنفسهم “خادمِين” للحرمين الشريفين، ولحجاج بيت الله الحرام عاماً بعد عام. ولا تزال المملكة تستضيف عدداً كبيراً من المنظمات الدينية الإسلامية وتقدم منحاً وفيرة للجمعيات الخيرية الإسلامية وتحرص على دعم التضامن الإسلامي في العالم.
وعاصمة العرب..
في السعودية أيضاً، جمع سوق عكاظ أشهر الأدباء والشعراء في تاريخ العرب. ويقال إنه تمَّ اختيار أهم القصائد في ذلك الزمن وكُتبت بماء الذهب وعُلقت على أستار الكعبة المشرفة، نظراً لأهميتها بين العرب في الجاهلية، وعُرفت باسم المعلقات السبع. ولئن كانت هذه الرواية غير مثبتة فالثابت أنه في ذلك العصر لم يكن أي شاعر يحظى بالاهتمام مالم يأتِ إلى مكة، ليأخذ منها الاعتراف بموهبته وبلاغته في نظم الشعر الذي لعب دوراً رئيساً كمصدر للقوة الناعمة، فقد كان هو “الإعلام” حينها، وانتشر بين المتعلمين والأميين على حدٍّ سواء، وكثيراً ما أشعلت القصائد حروباً أو أخمدت أخرى، فكان أحياناً الشعر “الناعم” أمضى من السيف “الصلب”. حتى نزل القرآن الكريم فكان أعظم إعجازات اللغة العربية على الإطلاق.
هذا التاريخ الذي أصبح جزءاً مكوناً من الهوية السعودية المعاصرة جعل المملكة عاصمة للعرب، ومهد حضارتهم. ولذلك لا تكف عن بذل الجهود لإحياء التضامن العربي، فكانت من مؤسسي جامعة الدول العربية، وحملت دوماً راية القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية، وتوسطت في حل كثير من النزاعات العربية المستعصية وعلى رأسها الحرب الأهلية اللبنانية، ومازالت إلى اليوم تحرص أن تكون نشاطاتها الإقليمية ضمن أطر الجامعة، على أمل أن يكون لهذه المنظمة دور حقيقي في نصرة قضايا العرب، وحل مشكلاتهم.
ثقلٌ دولي
تعدُّ السعودية اليوم مركز أربعة “عوالم” مهمة، هي: الشرق الأوسط، والعالم العربي، والعالم الإسلامي، وعالم إنتاج الطاقة، الأمر الذي يجعلها واحدة من أهم الدول وأكثرها تأثيراً على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تمنح هذه المركزية قوة صلبة كبيرة للدور السعودي، خاصة وأن قادة المملكة كانوا ماهرين في موازنة هذه القوة مع السعي النشط لبناء قوة ناعمة موازية في علاقات بلادهم الدولية. فلم تحاول السعودية يوماً فرض هيمنتها بالإكراه على أي من الفواعل ضمن العوالم الأربعة السابقة. ورغم تفوقها الثقافي والاقتصادي والعسكري، التزمت بالقيادة المرنة والتدخل المستنير وبالتعددية على مستوى العلاقات الدولية التي تعتبر ركيزة أساس ومصدر للقوة الناعمة، كما اهتمت ببناء الشراكات والتعاون الإقليمي والدولي لتحقيق الأهداف الجماعية.
هكذا انضمت إلى الأمم المتحدة في عام 1945، وانتسبت إلى منظمات ثالوث الاقتصاد العالمي (صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية)، والبنك الإسلامي للتنمية. كما أنها من مؤسسي منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي. ولطالما صرحت بدعمها لأي شكل من أشكال التعاون الاقتصادي العربي والإسلامي والعالمي.
وينهل آل سعود، حكام المملكة، فلسفة حكمهم وإدارتهم من تراث النبي القرشي المكي عليه السلام، والذي لم يلجأ إلى الإكراه إلا في الحالات القصوى، عندما لم ينفع أيُّ حلِّ آخر. لقد أسس النبي في المدينة المنورة أول “قيادة إسلامية” حكمت سكاناً من أعراق وقبائل مختلفة، ومتناحرة في الغالب، وقبلت معتقدات ضمّت إلى جانب الإسلام يهوداً ومسيحيين وحتى وثنيين. وإذ لم يفرض المسلمون الأوائل هيمنتهم بالقوة، بل حصلوا على الشرعية عبر نهج يجمع مختلف أشكال القوة الناعمة السياسية والاقتصادية والدينية، استطاعَ الرسول الكريم جمع فصائل مجتمع كانت تمزقه الصراعات الداخلية، وأنشأ تحالفات مهمة وشبكة طرق تجارية ممتدة، ساهمت فيما بعد في توحيد شبه الجزيرة وتوسع الدولة الإسلامية.
وقد أعاد الملك عبد العزيز سيناريو استخدام القوة الذكية هذا، ليؤسس بوساطته الدولة السعودية الحديثة، وليسير أبناؤه من بعده على النهج ذاته، حتى في مواجهة أعتى التحديات الداخلية والخارجية.
لقد كانت السعودية، على امتداد القرن الماضي، ولا تزال محل استهداف شرس خاصة من القوى الإقليمية، استهداف لم يكن بقصد تدمير جيشها أو السيطرة على حقول نفطها، بل كان دائماً موجهاً نحو مصادر قوتها الناعمة، كالدعوات التي تطفو على السطح كلّ فترة لتطالب بتدويل المناطق المقدسة، بقيادة إيرانية أو تركية غالباً، مع العلم أن كلّ التجارب التاريخية أثبتت بالفعل أن “أهل مكة أدرى بشعابها”، وأن السعوديين هم الأقدر على القيام بهذه المهمة.
كذلك استهدف مكانتها قادة عرب، كما فعل عبد الناصر في أواسط القرن الماضي، وصدام حسين في أواخره. وتحاول إيران، منذ قيام ثورتها عام 1979 وحتى اليوم، التشكيك بريادة السعودية، العربية والإسلامية.
لقد استطاعت المملكة لعقود أن تحقق توازناً دقيقاً بين ثنائيات متضاربة وقوى متصارعة ومتنافسين معادين يحيطون بها: الغرب والعرب، الولايات المتحدة والأنظمة التي تعاديها في المنطقة والعالم الإسلامي، الإسرائيليون والفلسطينيون، الحركات الثورية والمضادة للثورة في أحداث “الربيع العربي”، بين الصقور والحمائم داخل أوبك، بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط… بيد أن السعودية لم تتخلَ عن مبادئها وشركائها ولا عن عمقها العربي أو الإسلامي، ويعود الفضل في نجاحها بالاستمرار من دون أي مساومة على قيمها والتزاماتها ومسؤولياتها إلى قوتها الناعمة.
كذلك في الداخل، لطالما سارت القيادة السعودية على “حبل مشدود” بين المحافظين والإصلاحيين، تميل تارة نحو الأوائل وتغازل تارة أخرى الليبراليين. إلى أن وصل الملك سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم وعيّن الأمير محمد ابنه ولياً لعهده.
متحالف مع المستقبل
لقد رأى الأمير الشاب، في ظل الملك الداعم لقضايا الشباب، أن زمن الإصلاحات التدريجية قد ولى وآن الأوان إلى إدخال تحديثات كبرى وتغييرات جذرية، حتى لو أثارت ذعر البعض.
بعد أقل من سنة من توليه منصبه، توجه ولي العهد إلى الولايات المتحدة حيث قضى ثلاثة أسابيع التقى خلالها أربعة رؤساء أمريكيين، ووزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس في البنتاغون، واطلع على أحدث منتجات شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية للصناعات العسكرية.
كما زار في الرحلة نفسها جامعتي هارفرد وMIT ومقار آبل وغوغل، وقابل رؤساء أهم شركات الإنتاج السينمائي في هوليوود، ما يظهر بوضوح أن الأمير الديناميكي يدرك منابع القوة الصلبة والناعمة، ويعلم أن الثقافة والفنون والتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا، هي أيضاً أسلحة قد يفوق تأثيرها قوة الطائرات والدبابات.
واللافت أن قدراً كبيراً من القوة الناعمة السعودية مستمد من تكنولوجيا الاتصالات الحديثة. فقد استثمرت المملكة في عدد كبير من المؤسسات الإعلامية، التي تنشط بالخصوص في الدول العربية، بما فيها بعض كبريات المنافذ الإعلامية مثل Fox News وTwitter. تتطلع السعودية إلى مضاعفة دور وسائل الإعلام هذه في المرحلة المقبلة. وبعدما اعتمدت في قوتها الناعمة سابقاً على الجاذبية الدينية أو القومية العربية، يريد الأمير محمد بن سلمان اليوم.
ومن خلال “رؤية 2030″، أن يضيف الجاذبية الحداثية، وهنا يلعب الإعلام دوراً حاسماً في تغيير الصورة النمطية المرسومة عن السعودية في عيون الآخرين. فالمملكة ليست بئراً يضخ بترولاً ومالاً، كما أنها ليست مصدراً للأيديولوجية الجهادية، بل كانت وستبقى حاضرة للآداب والفنون والثقافات، وحاضنة للحضارة الإنسانية والآثار والتراث والمتاحف، ونقطة اتصال الشرق بالغرب، ومختبرَ ابتكارٍ ومركزاً عالمياً للعلوم والمعارف، وملتقى للمهرجانات الفنية والترفيهية الكبرى ولأهم الأحداث الرياضية في العالم. وتريد أن تكون وجهة سياحية ومقصداً لأعداد من الناس لا تقل عن عدد الحجاج.
لقد قابل بن سلمان في زيارته لأمريكا “صنّاع المستقبل ومبتكريه”، ويريد لبلاده أن تكون جزءاً من هذه الصناعة.
قوتها الذكية
تتداخل مصادرة القوتين الصلبة والناعمة في السياسة السعودية، حيث تربطهما علاقة جدلية وتؤدي إحداهما إلى لأخرى وبالعكس، فالمملكة وانطلاقاً من مكانتها الإسلامية الخاصة (ناعمة)، كانت رأس الحربة في التصدي للإرهاب (صلبة)، وفي العمل على مكافحة الفكر التكفيري المتطرف الذي يخلق بيئة تمد الإرهابيين بالمجندين (ناعمة).
هذا باختصار تعريف القوة الذكية، ففي حالات كثيرة لا تنفع قوة واحدة من الاثنتين (الناعمة أو الصلبة) دون أخرى، والتوليف بينهما هو وحده الذي يحقق النتائج والأهداف المرجوة، وهو ما يعرف بالقوة الذكية.
في مثال آخر، أدى استخدام المملكة للقوة الصلبة في “عاصفة الحزم” إلى تعزيز مكانتها كحامٍ للأمن القومي العربي في وجه الأطماع الإيرانية. ما يعني أيضاً أن السعودية وإن فضلت في غالب الأحيان اللجوء إلى القوة الناعمة، إلا أنها مستعدة عندما تقتضي الحاجة إلى استخدام القوة بمفهومها التقليدي لحماية أمنها وأمن أشقائها العرب. في هذا الإطار، حتى جوزيف ناي ذاته يقول “ليس بالضرورة أن يكون ليَّ العقول أفضل دائماً من ليِّ الأذرع”.
تجربة استثنائية
تسير المملكة في الطريق الصحيح، بخطى واثقة في ظل قيادة حكيمة، ويتعين عليها اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تستمر في التحديث والتطوير والبناء في مواجهة التحديات الكبرى السياسية والاقتصادية وحتى الصحية. وأن تزيد من انخراطها في حل الملفات العالقة في المنطقة العربية، كالملف السوري مثلاً، بما يعزز مكانتها على اعتبارها صانع القرار الرئيس في المنطقة ووسيط السلام الموثوق من قبل الأطراف كلها.
لم تمتلك المملكة قوة ناعمة كبرى وحسب، بل غيّرت في مسلمات القوة الناعمة، التي وضعها جوزيف ناي وطورها سياسيون ومفكرون بعده، إذ أثبتت أن إمتلاك القوة الناعمة ليس حكراً على الليبراليات الديمقراطية، ولا على الجمهوريات العلمانية. لقد برهنت السعودية على أن طبيعة نظامها الملكي لا تعني أنه غير مدعوم شعبياً، أو أنه غير قادر على توليد بيئة داخلية مستقرة سياسياً واجتماعياً، في صياغة عكسية لمفهوم صموئيل هنتنغتون عن فجوة الاستقرار، فردم هذه الفجوة نتيجة الاستقرار الناجم عن توزيعٍ عادلٍ للثروة يخلق قوة ناعمة بغضِّ النظر عن طبيعة النظام الحاكم.
لطالما ظنَّ كثيرون، في هذا العصر الليبرالي، أن نقطة ضعف المملكة الرئيسة هي نظامها الملكي التقليدي “المنافي بطبيعته لأطروحة القوة الناعمة”. واليوم ينظر الجميع إلى السعودية ليروا أن ما كان يُعد نقطة ضعف انتهى به الأمر في الواقع ليصبح أحد أعظم نقاط قوة المملكة، والمحرك الأساس لعجلة التطور السريعة فيها ولتعزيز مصالحها الوطنية.
تجربة السعودية في استخدام القوة الناعمة تستحق بجدارة أن تكون نموذجاً ومثالاً يحتذى.
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.