الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا: تعيد الفوضى وتشعل ثورات الربيع العبرانية من جديد في سوريا
اليمن : عبدالله صالح الحاج|
عندما نتحدث عن ثورات الربيع العربي، لا يمكننا تجاهل الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل، وتركيا في إشعال هذه الثورات، خاصة في سوريا. لقد كانت الأحداث التي شهدتها المنطقة في عام 2011 نتيجة لمجموعة من العوامل، بما في ذلك التدخلات الخارجية، والتي كان لها تأثير كبير على مسار الثورات. والآن، تعود هذه الثورات العبرانية لتطفو على السطح من جديد، حيث ظهرت في سوريا من خلال تفجير الأوضاع واحتدام المواجهات العسكرية المسلحة بين قوات المعارضة والنظام السوري.
دور الولايات المتحدة، إسرائيل، وتركيا في الربيع العربي:
- التدخلات السياسية:
- كانت الولايات المتحدة تتبنى سياسة متناقضة خلال الربيع العربي، حيث دعمت بعض الثورات بينما دعمت أنظمة أخرى. في البداية، أظهرت إدارة أوباما ترددًا في دعم الثوار في سوريا. لكنها في النهاية دعمت بعض الجماعات المعارضة ضد نظام بشار الأسد.
وفقًا لتقرير من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن الولايات المتحدة كانت تبحث عن طرق لدعم المعارضة السورية بشكل غير مباشر لتجنب التدخل المباشر الذي قد يعزز من انتشار الفوضى.
- استغلال الفوضى:
بعد اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، استغلت الولايات المتحدة الفوضى الناتجة عن الصراع لتعزيز مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. هذا التدخل لم يكن فقط عسكريًا، بل شمل أيضًا دعمًا سياسيًا واقتصاديًا للمعارضة السورية.
وفقًا لتحليل من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فإن التحركات الأمريكية كانت تهدف إلى دعم الفصائل التي تتماشى مع المصالح الأمريكية في المنطقة.
- اعادة تشكيل المنطقة:
يُعتقد أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالحها، مما جعلها تلعب دورًا رئيسيًا في إشعال الثورات. هذا الأمر يتماشى مع مفهوم “الشرق الأوسط الجديد“، الذي يسعى إلى تغيير الأنظمة السياسية في الدول العربية.
في مقابلة مع “المجلس الأطلسي”، أكد الخبراء أن الاستراتيجية الأمريكية كانت تعتمد على خلق توازن قوى جديد يمكن للولايات المتحدة من خلاله السيطرة على مصادر الطاقة وتأمين مصالحها.
التأثيرات السلبية على سوريا:
- الحرب الأهلية:
أدت التدخلات الخارجية، بما في ذلك الدعم الأمريكي، إلى تفاقم الصراع في سوريا وتحويله إلى حرب أهلية مدمرة. هذا الصراع أوقع آلاف القتلى ودمر البنية التحتية للبلاد، مما جعل من الصعب تحقيق أي نوع من الاستقرار.
تقرير من “هيومن رايتس ووتش” يشير إلى أن التدخلات الخارجية ساهمت في زيادة تعقيد الأزمة الإنسانية في سوريا.
تأجيج الصراعات الطائفية:
ساهمت الفوضى الناتجة عن الثورة في تأجيج “الصراعات الطائفية” حيث استغلت الجماعات المتطرفة الوضع لتعزيز نفوذها، مما زاد من تعقيد الأزمة السورية.
وفقًا لدراسة من “معهد بروكنجز”، فإن الفوضى التي أعقبت الثورات أدت إلى تقوية الجماعات المتطرفة مثل “داعش والنصرة”، مما جعل من الصعب استعادة الاستقرار.
التدخلات الأمريكية والغربية في الشأن العربي:
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى بسط نفوذهم وهيمنتهم على الدول العربية والإسلامية واحدة تلو الأخرى. هذه المحاولات المستمرة تهدف إلى إيجاد موطئ قدم استعمارية في كل دولة عربية وإسلامية، مما يعزز من مصالحهم الاستراتيجية والاقتصادية.
أمثلة على التدخلات
- العراق:
- التدخل الأمريكي في العراق عام 2003 أدى إلى سقوط نظام صدام حسين، ولكنه أيضًا تسبب في فوضى عارمة وصراعات طائفية مستمرة حتى اليوم.
وفقًا لتقرير من جامعة براون، فإن الحرب في العراق أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين وخلقت أزمة إنسانية هائلة.
- ليبيا:
التدخل الغربي في ليبيا عام 2011 أدى إلى الإطاحة بمعمر القذافي، ولكنه أيضًا خلق فراغًا في السلطة أدى إلى صراعات داخلية مستمرة.
تقرير من مؤسسة راند يشير إلى أن التدخل في ليبيا كان فاشلًا في تحقيق الاستقرار وأدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية.
- اليمن:
التدخلات الخارجية في اليمن ساهمت في تفاقم الأزمة الإنسانية والصراع المستمر بين الأطراف المتنازعة.
وفقًا لتقرير من الأمم المتحدة، فإن الحرب في اليمن أصبحت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني الملايين من الجوع والفقر.
ختاما:
إن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة، إسرائيل، وتركيا في إشعال ثورات الربيع العربي، وخاصة في سوريا، يعكس تعقيدات السياسة الدولية وتأثيرها على الأحداث المحلية. بينما كانت هناك آمال في التغيير، فإن التدخلات الخارجية أدت إلى نتائج كارثية، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هذه الثورات وأثرها على مستقبل المنطقة. ما جدوى ثورات الربيع العبرانية التي ما كانت وما زالت إلا مخططات وأجندات لأمريكا وإسرائيل وغيرها من الدول الغربية الاستعمارية؟ هذه الثورات هي ثورات عقيمة لا خير منها لا للشعوب ولا للأوطان، فهي لم تجلب لشعوبها غير الفقر والجوع والعناء والبؤس الشديد.
المصادر والمراجع:
- [السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط | معهد واشنطن]
- [تداعيات التدخل الأمريكي في المنطقة | مؤسسة كارنيجي]
- [الأزمة الإنسانية في اليمن | الأمم المتحدة]
الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا: تعيد الفوضى وتشعل ثورات الربيع العبرانية من جديد في سوريا
كتب/عبدالله صالح الحاج-اليمن
عندما نتحدث عن ثورات الربيع العربي، لا يمكننا تجاهل الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية، *إسرائيل، وتركيا في إشعال هذه الثورات، خاصة في سوريا. لقد كانت الأحداث التي شهدتها المنطقة في عام 2011 نتيجة لمجموعة من العوامل، بما في ذلك التدخلات الخارجية، والتي كان لها تأثير كبير على مسار الثورات. والآن، تعود هذه الثورات العبرانية لتطفو على السطح من جديد، حيث ظهرت في سوريا من خلال تفجير الأوضاع واحتدام المواجهات العسكرية المسلحة بين قوات المعارضة والنظام السوري.
دور الولايات المتحدة، إسرائيل، وتركيا في الربيع العربي:
1. التدخلات السياسية:
– كانت الولايات المتحدة تتبنى سياسة متناقضة خلال الربيع العربي، حيث دعمت بعض الثورات بينما دعمت أنظمة أخرى. في البداية، أظهرت إدارة أوباما ترددًا في دعم الثوار في سوريا، لكنها في النهاية دعمت بعض الجماعات المعارضة ضد نظام بشار الأسد.
– وفقًا لتقرير من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن الولايات المتحدة كانت تبحث عن طرق لدعم المعارضة السورية بشكل غير مباشر لتجنب التدخل المباشر الذي قد يعزز من انتشار الفوضى.
- استغلال الفوضى:
– بعد اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، استغلت الولايات المتحدة الفوضى الناتجة عن الصراع لتعزيز مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. هذا التدخل لم يكن فقط عسكريًا، بل شمل أيضًا دعمًا سياسيًا واقتصاديًا للمعارضة السورية.
– وفقًا لتحليل من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فإن التحركات الأمريكية كانت تهدف إلى دعم الفصائل التي تتماشى مع المصالح الأمريكية في المنطقة.
- إعادة تشكيل المنطقة:
– يُعتقد أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالحها، مما جعلها تلعب دورًا رئيسيًا في إشعال الثورات. هذا الأمر يتماشى مع مفهوم “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يسعى إلى تغيير الأنظمة السياسية في الدول العربية.
– في مقابلة مع المجلس الأطلسي، أكد الخبراء أن الاستراتيجية الأمريكية كانت تعتمد على خلق توازن قوى جديد يمكن للولايات المتحدة من خلاله السيطرة على مصادر الطاقة وتأمين مصالحها.
التأثيرات السلبية على سوريا:
– الحرب الأهلية:
– أدت التدخلات الخارجية، بما في ذلك الدعم الأمريكي، إلى تفاقم الصراع في سوريا وتحويله إلى حرب أهلية مدمرة. هذا الصراع أوقع آلاف القتلى ودمر البنية التحتية للبلاد، مما جعل من الصعب تحقيق أي نوع من الاستقرار.
– تقرير من هيومن رايتس ووتش يشير إلى أن التدخلات الخارجية ساهمت في زيادة تعقيد الأزمة الإنسانية في سوريا.
- تأجيج الصراعات الطائفية:
- ساهمت الفوضى الناتجة عن الثورة في تأجيج الصراعات الطائفية، حيث استغلت الجماعات المتطرفة الوضع لتعزيز نفوذها، مما زاد من تعقيد الأزمة السورية.
- وفقًا لدراسة من معهد بروكنجز، فإن الفوضى التي أعقبت الثورات أدت إلى تقوية الجماعات المتطرفة مثل داعش والنصرة، مما جعل من الصعب استعادة الاستقرار.
التدخلات الأمريكية والغربية في الشأن العربي:
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى بسط نفوذهم وهيمنتهم على الدول العربية والإسلامية واحدة تلو الأخرى. هذه المحاولات المستمرة تهدف إلى إيجاد موطئ قدم استعمارية في كل دولة عربية وإسلامية، مما يعزز من مصالحهم الاستراتيجية والاقتصادية.
*مثلة على التدخلات
1. العراق:
– التدخل الأمريكي في العراق عام 2003 أدى إلى سقوط نظام صدام حسين، ولكنه أيضًا تسبب في فوضى عارمة وصراعات طائفية مستمرة حتى اليوم.
– وفقًا لتقرير من جامعة براون، فإن الحرب في العراق أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين وخلقت أزمة إنسانية هائلة.
- ليبيا:
– التدخل الغربي في ليبيا عام 2011 أدى إلى الإطاحة بمعمر القذافي، ولكنه أيضًا خلق فراغًا في السلطة أدى إلى صراعات داخلية مستمرة.
– تقرير من مؤسسة راند يشير إلى أن التدخل في ليبيا كان فاشلًا في تحقيق الاستقرار وأدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية.
- اليمن:
– التدخلات الخارجية في اليمن ساهمت في تفاقم الأزمة الإنسانية والصراع المستمر بين الأطراف المتنازعة.
– وفقًا لتقرير من الأمم المتحدة، فإن الحرب في اليمن أصبحت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني الملايين من الجوع والفقر.
ختاما:
إن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة، إسرائيل، وتركيا في إشعال ثورات الربيع العربي، وخاصة في سوريا، يعكس تعقيدات السياسة الدولية وتأثيرها على الأحداث المحلية. بينما كانت هناك آمال في التغيير، فإن التدخلات الخارجية أدت إلى نتائج كارثية، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هذه الثورات وأثرها على مستقبل المنطقة. ما جدوى ثورات الربيع العبرانية التي ما كانت وما زالت إلا مخططات وأجندات لأمريكا وإسرائيل وغيرها من الدول الغربية الاستعمارية؟ هذه الثورات هي ثورات عقيمة لا خير منها لا للشعوب ولا للأوطان، فهي لم تجلب لشعوبها غير الفقر والجوع والعناء والبؤس الشديد.
المصادر والمراجع:
1. [السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط | معهد واشنطن]
2. [تداعيات التدخل الأمريكي في المنطقة | مؤسسة كارنيجي]
3. [الأزمة الإنسانية في اليمن | الأمم المتحدة]
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.