“تحدي نتنياهو وحكومته للسلام: رفض إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”

اليمن : عبدالله صالح الحاج

° في عالم يسعى إلى التقدم والسلام، تبقى قضية فلسطين وإسرائيل محورًا للعديد من الصراعات والمشاكل التي تهدد الأمن والاستقرار وتثير القلق في المنطقة. وفي ظل هذا الواقع الصعب، يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في إثارة الجدل الكبير بعد رفضهم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ويبدو أن رفض نتنياهو لهذه الفرصة الثمينة يعكس موقفًا بالغ الأهمية في الشرق الأوسط، ويمثل تحديًا حقيقيًا للسلام والاستقرار في المنطقة. وسنحاول في هذا التقرير دفع النظرة بعيدًا عن المصالح السياسية الضيقة، لنفتح الأفق نحو الحل الشامل والعادل للأزمة الفلسطينية والإسرائيلية، علها تكون خطوة نحو السلام والاستقرار في المنطقة.

° في تحرك شديد الجدل والتوتر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته رفضهما إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأكدا على السيطرة الكاملة لإسرائيل على القدس الشريف كعاصمة لها الموحدة.

جاء هذا الإعلان بعد أسابيع من التكهنات بوجود خطة أمريكية للتسوية النهائية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي تشمل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وتحويل القدس الشريفإلى عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين. وقد أثار هذا الإعلان جدلاً واسعاً بين المجتمع الدولي، وخاصة الجانب الفلسطيني الذي رفض بشكل قاطع هذا الموقف.

وفي تصريحاته، قال نتنياهو إن “لدينا الحق في اتخاذ قراراتنا المستقلة حول سياساتنا ومستقبلنا، دون التدخل فيها من أي جهة خارجية”، مؤكدا على أن هذا القرار يمثل رأي إسرائيل الرسمي، واستجابة لرغبات الشعب الإسرائيلي الذي يؤمن بالحفاظ على السيادة الكاملة على أرض فلسطين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإعلان الذي أطلقته إسرائيل جعل المنطقة تواجه تهديدات كبيرة على السلام والأمن، وقد لقي انتقادات شديدة من الجانب الفلسطيني، وأيضاً من بعض الدول العربية والإسلامية والغربية، الذين يرون فيه تصعيداً خطيراً للتوتر في المنطقة وعراقيل أمام أي محاولة لتحقيق السلام بين الجانبين.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن أن هذا الإعلان هو جزء من المساعي اللازمة لتحقيق السلام بين الجانبين، يرون آخرون أنه يشكل عائقاً أمام أي حوار بناء وجدي للتوصل إلى حل سياسي دائم، في ظل وجود خلافات كبيرة بين الجانبين حول القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.

° الرفض التام لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، يتنافى مع الاتفاقيات والتزامات إسرائيل الدولية، بما في ذلك اتفاق أوسلو الذي تم التوقيع عليه في عام 1993 والذي يشجع على تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

ويتضح ذلك أيضاً من خلال تصريحات زعماء الدول العربية والإسلامية والغربية، الذين عبروا عن عدم قبولهم لهذا الموقف، وطالبوا إسرائيل بالالتزام باتفاقياتها الدولية، وبحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

كما أن هذا الرفض يؤدي إلى تصعيد التوتر والصراع بين الجانبين، وتعكس العنصرية والتمييز التي يعانيها الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، وتعتبر مساساً بحقوق الإنسان والحرية والعدالة.

ويتبلور ذلك في الممارسات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك تدمير الممتلكات الفلسطينية وهدم المنازل، والملاحقة والاعتقال التعسفي للفلسطينيين، ومنع حرية التنقل والسفر والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية.

لذلك، يجب على المجتمع الدولي والقوى العالمية العمل بجدية لحماية حقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

° صحيح، نتنياهو وحكومته يتنكرون للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عن طريق رفضهم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وبدلاً من ذلك يضربون بكل الجهود لحل الدولتين عرض الحائط، ويحاولون إفشال الجهود الدولية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

هذا يتناقض مع القرارات والاتفاقيات الدولية التي تؤكد على ضرورة إجراء مفاوضات لحل الصراع عن طريق إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهذا يعكس رفض إسرائيل للتزامها بالسلام وبتوافقها مع الفرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وبدلاً من ذلك، تستخدم إسرائيل سياسات الضغط والعنف ضد الفلسطينيين وتواصل بناء مستوطناتها والفصل العنصري والتمييز ضد الفلسطينيين، مما يعرقل جهود السلام ويخلق المزيد من التوترات في المنطقة.

ولذلك، يجب على الجهود الدولية العمل معاً لإحراز تقدم في حل الصراع عن طريق الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وضغط إسرائيل على الامتثال لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية.

° في النهاية، يظهر رفض نتنياهو وحكومته لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف بأنه ضربة شديدة للأمل الذي يتمناه الشعب الفلسطيني لتحقيق دولتهم المستقلة. ويعكس هذا الموقف أيضا عدم الالتزام بالقانون الدولي ومبدأ العدل والمساواة المدعوم من قبل مجتمع الدول الدولي. وبالرغم من العقبات الكثيرة، فإن الحل الوحيد للأزمة الفلسطينية والإسرائيلية هو عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويجب على المجتمع الدولي العمل بقوة من أجل دفع السلطات الإسرائيلية إلى قبول ذلك. وإذا كان الحل الشامل والعادل هو الهدف، فإنه يتطلب الالتزام بالحوار والتعاون والتفاهم، والعمل معًا من أجل تحقيق السلام والاستقرار المنشود في المنطقة. ونأمل أن يأتي يوم تتحقق فيه المناطقة بحل للأزمة وبوجود دولتين مستقلتين.

° المصادر والمراجع:

1. “نتنياهو يأمل في البقاء على رأس الحكومة لتعطيل دولة فلسطينية.” تاريخ الوصول: 21 سبتمبر 2021. المصدر: الجزيرة.

2. “نتنياهو يريد ‘التمسك بحياة الاحتلال'”. تاريخ الوصول: 21 سبتمبر 2021. المصدر: العربية.

3. “نتنياهو يوعز بالأستيطان الجديد في الضفة الغربية والقدس.” تاريخ الوصول: 21 سبتمبر 2021. المصدر: الجزيرة.

4. “الحكومة الإسرائيلية تعلن عن بناء 13000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.” تاريخ الوصول: 21 سبتمبر 2021. المصدر: العربية.

5. “نتنياهو يعلن رفض الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.” تاريخ الوصول: 21 سبتمبر 2021. المصدر: الجزيرة.

6.”فلسطين تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن إنشاء دولة فلسطينية.” تاريخ الوصول: 21 سبتمبر 2021. المصدر: العربية.


اكتشاف المزيد من أخبار السفارات

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من أخبار السفارات

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading