حلم إسرائيل يُوأد على يد نتنياهو: نهاية الطموحات الصهيونية في الشرق الأوسط

تحليل يكتبه : عبدالله صالح – اليمن

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط، يبدو أن حلم إسرائيل بالهيمنة الإقليمية واقامة الدولة الصهيونية الكبرى من النيل الى الفرات، يواجه تحديات غير مسبوقة. من الصراعات الداخلية إلى التغيرات في التحالفات الدولية، تتزايد المؤشرات على أن الطموحات الصهيونية قد تكون في طريقها إلى الزوال، وذلك بفضل السياسات التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

التحولات الجيوسياسية

تشهد المنطقة تحولات جذرية في التحالفات والعلاقات الدولية. فالدعم الأمريكي التقليدي لإسرائيل لم يعد كما كان في السابق، مع تزايد الانتقادات الدولية للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. كما أن التقارب بين الدول العربية وإيران يعيد تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة، مما يضع إسرائيل في موقف حرج. وفقًا لتقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن “التغيرات في التحالفات الإقليمية قد تؤدي إلى تقويض النفوذ الإسرائيلي في المنطقة”.

الصراعات الداخلية

تعاني إسرائيل من انقسامات داخلية حادة، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي. الاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة والسياسات الاقتصادية المتبعة تعكس حالة من عدم الاستقرار الداخلي. وفقًا لاستطلاع رأي أجرته صحيفة “هآرتس”، فإن “أكثر من 60% من الإسرائيليين يشعرون بعدم الرضا عن الأداء الحكومي الحالي”. هذه الانقسامات تضعف من قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الخارجية وتزيد من هشاشتها.

المقاومة الفلسطينية

:رغم كل المحاولات الإسرائيلية لقمع المقاومة الفلسطينية، إلا أن الشعب الفلسطيني يظل صامداً ومصمماً على نيل حقوقه. من غزة إلى الضفة الغربية، تتواصل الانتفاضات والمظاهرات، مما يضع إسرائيل في مواجهة مستمرة مع شعب يرفض الاستسلام. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن “الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان تزيد من عزيمة الفلسطينيين على المقاومة”.

التغيرات في الرأي العام العالمي

يشهد الرأي العام العالمي تحولاً كبيراً في موقفه من القضية الفلسطينية. تزايد الدعم الدولي لحقوق الفلسطينيين والانتقادات المتزايدة للسياسات الإسرائيلية تعكس تغيراً في المزاج العالمي. وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة “بيو للأبحاث”، فإن “نسبة الدعم الدولي لإسرائيل قد انخفضت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة”. هذا التحول يضع إسرائيل تحت ضغط دولي متزايد ويعزز من عزلة الدولة الصهيونية.

سياسات نتنياهو المختلة

خلال السنوات التي قضاها نتنياهو في السلطة، اتبع سياسات زادت من حدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والانقسامات الداخلية. تشكيله لائتلاف يميني متطرف وتوسيع رقعة الاحتلال في الضفة الغربية أدى إلى تدهور الجاهزية العسكرية وخلو المستوطنات الجنوبية المتاخمة لقطاع غزة من الجنود. كما أن سياساته الاقتصادية والاجتماعية أثرت سلباً على الاستقرار الداخلي، مما زاد من حالة الاحتقان والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي.

وجهات نظر متعددة

من الجانب الإسرائيلي، يرى البعض أن سياسات نتنياهو تهدف إلى تعزيز الأمن القومي لإسرائيل. في خطاب متلفز، أشار نتنياهو إلى “نبوءة إشعياء” لتبرير هجماته على غزة، قائلاً: “نحن أبناء النور بينما هم أبناء الظلام، وسينتصر النور على الظلام”. هذا الخطاب يعكس رؤية نتنياهو بأن القوة العسكرية هي السبيل الوحيد لضمان أمن إسرائيل.

ومع ذلك، هناك أصوات داخل إسرائيل تعارض هذه السياسات. يقول يوسي بيلين، السياسي الإسرائيلي البارز، إن “سياسات نتنياهو تزيد من عزلة إسرائيل الدولية وتفاقم من الصراعات الداخلية”. كما أشار تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن “الاعتماد المفرط على القوة العسكرية دون حلول دبلوماسية يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل”.

تحليل عميق

تشير الدراسات الأكاديمية إلى أن السياسات التي ينتهجها نتنياهو قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني والاقتصادي لإسرائيل. وفقًا لدراسة نشرتها جامعة تل أبيب، فإن “التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية يزيد من التوترات مع الفلسطينيين ويعزز من عزلة إسرائيل الدولية”. كما أن السياسات الاقتصادية التي تركز على الإنفاق العسكري على حساب القطاعات الاجتماعية تؤدي إلى تزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء داخل المجتمع الإسرائيلي.

ختاماً

إن حلم إسرائيل بالدولة الكبرى يبدو أنه يواجه نهايته المحتومة على يد نتنياهو. التحولات الجيوسياسية، الصراعات الداخلية، المقاومة الفلسطينية، والتغيرات في الرأي العام العالمي كلها عوامل تشير إلى أن الطموحات الصهيونية قد تكون في طريقها إلى الزوال. إن هذه التطورات تعزز من الأمل في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

المصادر والمراجع

تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، BBC : استطلاع رأي صحيفة “هآرتس”، Bokra : تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش”، Al Jazeera : استطلاع رأي مؤسسة “بيو للأبحاث”، BBC