خبيرة نفسية تحذر.. 3 مصائد تفكير شائعة كيف نتجنبها
قالت الأخصائية النفسية، منى شطا، خبيرة العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، إن العقل يخدع صاحبه في كثير من الأحيان،
وهذا الأمر الذي يدفع أحد الناس في أن بإمكانه بثقة تامة أن يغني مثلَا أغنية لم يسمعها منذ سنوات طويلة.
وأضافت الأخصائية النفسية، أن أخطاء التفكير هذه هي ما تسمى في مجتمع علم النفس بـ«التحيزات المعرفية»،
وهذا محور كبير وهام في علم النفس، والذي يسلط الضوء عبر نظريات كثيرة على الأخطاء الإدراكية الأكثر ضررًا التي يرتكبها الناس،
وكيف يمكن للتحيزات المعرفية تلك أن تشوه حكمنا على الآخرين، وتؤثر على كل من حولنا.
وأوضحت منى شطا، يعتقد الباحثون أن العديد من هذه التحيزات تطورية، ما يعني الأحكام السريعة لا تفيدنا دائمًا،
وعلى الرغم من أننا نبذل قصارى جهدنا لمحاولة تصحيح هذه الفخاخ في التفكير، فإن المفتاح هو أن نتوقف قليلاً
وهذا قبل وضع الافتراضات، وإصدار الأحكام السريعة – وأن نكون على دراية بميولنا لأنواع مختلفة من التحيز.
وتكشف الخبيرة النفسية، عن ثلاثة تحيزات معرفية شائعة وكيفية مواجهتها، وهي:
التحيز الأول: دائمًا نبالغ في تقدير قدراتنا
وتقول عن هذا النوع، أنه عرف هذا في مجال علم النفس باسم “وهم الطلاقة” ،
والذي يصف ميلنا إلى الإفراط في الثقة بقدراتنا دون أدلة كافية على ذلك،
ويمكن أن يقودنا هذا، على سبيل المثال، إلى إفساد العروض التقديمية
والتي تغير المسار الوظيفي بسبب عدم كفاية الإعداد، أو التقليل بشكل كبير من الوقت الذي يستغرقه إكمال المشاريع.
وعن كيفية مواجهه ذلك، توصي، أنه يمكن تصحيح هذا التحيز، من خلال الاستعداد المفرط والنظر في العقبات المحتملة مسبقًا،
وتابعت، إذا كنت تعمل في مشروع ما لأول مرة، وليس لديك أي فكرة عن المدة التي سيستغرقها، فلا تحاول التخمين.
ولكن عليك التحدث إلى من لهم خبرة سابقة وأجروا مثل هذا المشروع لفهم المدة التي قد يستغرقها والمشكلات التي قد تنشأ.
وكلما توفرت لديك معلومات أكثر ، كان بإمكانك تقييم الموقف بشكل أفضل وأكثر دقة.
التحيز الثاني: نميل إلى التركيز على السلبيات
وفي هذا النوع تقول الخبيرة النفسية منى شطا، أن مفهوم “التحيز السلبي” يوضح ميلنا إلى تقييم الأحداث السلبية بشكل أكبر بكثير من نفس القدر من الأحداث الإيجابية،
حيث يفسر ذلك تصرف مثل رفضك لتوظيف موظف محتمل بعد سماع شيء سلبي واحد عنه،
وهذا على الرغم من كونه يتمتع بخبرة كبيرة وكفاءة تفيد العمل،
مؤكدًة أن التحيز السلبي خطيرًا لأنه يمكن أن يقودنا إلى اتخاذ خيارات خاطئة،
كذلك يمكن أن يمنعنا ذلك من اتخاذ قرار صحيح.
وعن كيفية مواجهة ذلك، توصي إنه عند إتخاذ قرار، قم بتشغيل السمات الإيجابية لخياراتك،
فالمسوقون يستخدمون هذا التكتيك في كل وقت.. مثلَا،
وهذا بدلاً من قول أن اللحم المفروم يحتوي على 11% دهون، فإنهم يصفونه بأنه خالٍ من الدهون بنسبة 89%.
وتعد هذه الأوصاف صحيحة ودقيقة لنفس المنتج،
ولكن قلب الإطار الخاص به يمكن أن يجعله خيارًا أكثر جاذبية للمشترين المهتمين بتناول الدهون.
التحيز الثالث: نحن ننتقي البيانات لتناسب مع نظرتنا ورغباتنا
وفي هذا النوع تقول منى شطا، أغلبنا يميل إلى البحث عن المعلومات أو تفسيرها لدعم ما نعتقده فعلاً –
وهذا أسوأ تحيز على الإطلاق، هذا بسبب قدرته على جعلنا نفقد مجموعة كاملة من الاحتمالات لأنفسنا والآخرين.
وتضيف، أجرى أحد علماء النفس تجربة في عام 2017 لتوضيح مخاطر هذا التحيز،
حيث جمع مجموعة من المشاركين وأخبر بعضهم أن لديهم استعدادًا وراثيًا للاكتئاب –
ورغم أنهم لم يفعلوا لهم فحوصات معملية لذلك-
تقييمات
فقد أظهرت نتائج التقييمات الذاتية للاكتئاب لتلك المجموعة مستويات اكتئاب أعلى بكثير من الأشخاص في المجموعة الأخرى،
كذلك الذين قيل لهم إنهم ليس لديهم استعداد لوجود الاكتئاب.
بسبب التحيز التأكيد، فإن المشاركين الذين قيل لهم إن لديهم خطر وراثي للإكتئاب استعادوا في خيالهم وتفكيرهم “فقط الدليل الذي يتناسب مع هذه الفرضية”،
وبذلك.. تمكنوا من إقناع أنفسهم بأنهم مكتئبون بالفعل، والحقيقة العلمية التي تؤكده الدراسات تظهر أنه إذا اعتقدنا أن شيئًا ما حقيقة،
وذلك حتى لو لم يكن كذلك، فيمكن لأذهاننا العثور على معلومات تدعم هذه الآراء، وتجعله كانه حقيقة.
وعن كيفية مواجهه ذلك توصي، لابد أن نسمح لأنفسنا بفحص جميع التفسيرات المحتملة قبل إصدار حكم،
فعلى سبيل المثال، إذا حصل شخص ما على وظيفة في مكان ما،
وكان والده يعمل في نفس الشركة، فقد ينسب الكثير منا وظيفته إلى المحسوبية.
وهذا نظرًا لأننا رأينا العديد من الأمثلة على الآباء الذبين ينحون أبناءهم أدوارا متقدمة في مكان أعمالهم.
ولكن يمكن أن يكون صحيحًا أيضًا أنه قدم أفضل اختبار القبول للوظيفة؟.
وهذا من خلال النظر إلى المشكلة من عدة وجهات نظر مختلفة – وليس وجهة نظرك فقط – فيجب أن تتحدى تحيز التأكيد الخاص بك.
وقد تدرك أنه ربما يكون هناك جانب آخر للقصة.
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.