في ندوة السفارة الصينية حول إنجازات الصين السفير لياو ليتشيانغ: قضينا علي الفقر لمليار ونصف المليار نسمة وحققنا المعجزة
تابع الندوة : محمد سلامة
اشاد السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانغ بمستوي العلاقات بين مصر والصين وكذلك العلاقات مع المنظمات المصرية ومنها منظمة شرف للتنمية المستدامة لرئيسها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق والجمعية الصينية لدبلوماسية العامة
وأضاف السفير لياو ليتشيانغ تشرفت بالمشاركة في هذه الندوة بعنوان “معرفة الصين—خبرة الصين في مكافحة الفقر”. هذه الندوة هي الثانية من نوعها، في ظل انتشار الجائحة في العالم والتحديات الخطيرة أمام قضية مكافحة الفقر، لهذه الندوة وتشاورنا دور مهم جدا في مساعدة مصر على تخلص من الفقر ومساعدة العالم كله في هذا المجال، بما يدفع بقوة إقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك. بهذه المناسبة، نشكر مؤسسة شرف للتنمية المستدامة والجمعية الصينية للدبلوماسية العامة على دورهما الهام وجهودهما الكبيرة في تنظيم هذه الندوة.
السيدات والسادة والأصدقاء،
في يوم 25 فبراير هذا العام، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ بكل مهابة في الاجتماع التكريمي لمعركة مكافحة الفقر، إن الصين حققت انتصارا شاملا في معركتها ضد الفقر، وتمكنت من تخليص 99 مليون شخص و832 محافظة و128 ألف قرية و28 أقلية قومية من الفقر، وأنجزت المهمة الشاقة المتمثلة في القضاء على الفقر المطلق.
يعد القضاء على الفقر المطلق معلما في المسيرة الصينية لتحسين معيشة الشعب، وإنجازا تاريخيا لقضية حقوق الإنسان في الصين، وصفحة باهرة لتقدم البشرية، تمكنت الصين من توفير حياة جميلة لجميع أبناء الشعب الصيني وتقليص عدد الفقراء في العالم ورفع قدرة البشرية على مكافحة الفقر. منذ المؤتمر العام الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، وضعت الحكومة الصينية مكافحة الفقر في المكانة البارزة للحكم والإدارة، وخاضت أكبر وأقوى حرب ضد الفقر في تاريخ البشرية.
في السنوات الثماني الماضية، تمكنت الصين من تخليص أكثر من 10 مليون شخص من الفقر كل عام، وهذا يساوي عدد سكان لدولة متوسطة الحجم، أي تخليص شخص واحد من الفقر كل 3 ثوان. بعد الإصلاح والانفتاح، تخلص 770 مليون شخص من الأرياف من الفقر، ووفقا لمعيار البنك الدولي، هذا الرقم يشكل 70% من العالم. فيمكن القول، إن الصين حققت معجزة في مسيرة البشرية للحد من الفقر من خلال فترة وجيزة جدا.
ترجع إنجازات الصين العظيمة في هذا المجال إلى القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني وإلى الجهود الشاقة من الأمة الصينية، وإلى الأساس المادي القوي للصين الذي تراكم منذ الإصلاح والانفتاح، وإلى التضامن بين أبناء الشعب الصيني من كافة القوميات. تمثل هذه المعجزة النموذج الصيني لمكافحة الفقر، وتقدم مساهمة كبيرة لقضية مكافحة الفقر في العالم، وتساعد الصين على تحقيق الأهداف الواردة في برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة قبل 10 سنوات من موعدها المحدد.
إن إنجازات الصين في الحد من الفقر واضحة للجميع ونالت تأكيد المجتمع الدولي الواسع. أرسل الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش رسالة إلى الرئيس شي جينبينغ، أشار فيها إلى أن هذا الإنجاز الكبير ساهم بشكل كبير في تحقيق عالم أفضل كما رسمه برنامج التنمية المستدامة عام 2030. وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، إن الصين “دولة رائدة في الحد من الفقر”. فيما قدم المجتمع الدولي الكثير من الدعم للصين، ردت الصين الجميل من خلال أفعالها الملموسة في قضية الحد من الفقر. في هذا السياق، أصدرت الصين تقرير “القضاء على الفقر المطلق – تجربة الصين” وتقرير “الحد من الفقر في الصين”، حيث استعرض مسيرة الصين لمكافحة الفقر، وعرض تجارب الصين في هذا المجال، وتقاسم ممارسات الصين في هذا المجال.
كما أنشأنا “صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة” و”صندوق المساعدة في إطار التعاون بين الجنوب والجنوب” ، وعززنا مشاريع التعاون في إطار “مبادرة التعاون للحد من الفقر في شرق آسيا” و”الخطة الصينية الإفريقية للحد من الفقر”. ساعدت الصين في بناء 24 مركزا نموذجيا للتكنولوجيا الزراعية في إفريقيا، واستفاد منها أكثر من 500 ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين على مساعدة الدول النامية على تعزيز قدراتها من خلال القنوات متعددة الأطراف والثنائية، بما يساهم في التعاون الدولي في الحد من الفقر.
السيدات والسادة الأصدقاء،
يصادف هذا العام الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر. طوال هذه الفترة، وبالقيادة الاستراتيجية لقادة البلدين، صمدت العلاقات الثنائية أمام اختبارات التاريخ وحافظت على التنمية المستقرة والسليمة. وأتى ذلك بحيوية هائلة للتعاون بين البلدين، كما أطلق مسيرة البلدين، صاحبتا خمس سكان العالم، نحو مجتمع المستقبل المشترك.
في السنوات الأخيرة، توحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي الحكومة المصرية أهمية كبيرة للحد من الفقر، وتدعم القضاء على الفقر من خلال التعاون الدولي، وأطلقت عددا من السياسات الفعالة للحد من الفقر. مثلا، قدم برنامج الضمان الاجتماعي “الوحدة والكرامة” منذ عام 2015 المساعدة لـ3.6 مليون أسرة محتاجة وحوالي 14.6 مليون شخص؛ وتغطي مبادرة الرئيس السيسي لـ”الحياة الكريمة” 624 قرية في 16 محافظة و10 ملايين شخص، فيها إجراءات لتحسين المساكن والطرق والكهرباء والصرف الصحي وإمدادات المياه، وتطوير قطاعي الطب والتعليم؛ خلال فترة الوباء، قدمت الحكومة المصرية ما مجموعه ملياري جنيه مصري من للأسر المحتاجة. وكل ذلك يعكس وجهات النظر المتشابهة للبلدين في الحد من الفقر.
في الوقت نفسه، يتعمق التعاون بين الصين ومصر في مختلف المجالات، مما عاد بفوائد ملموسة على الشعبين، وساهم في جهود مصر للحد من الفقر. في هذا السياق، وفرت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري فرصة عمل مباشرة لأكثر من 3500 شخص، وحوالي 40 ألف فرصة العمل غير المباشرة. كما تتقدم مشاريع التعاون في مجال البنية التحتية الكبيرة، مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمحطة بالعاصمة الجديدة، والسكك الحديدية الخفيفة في الضواحي مدينة العاشر من رمضان. قامت شركة هواوي الصينية بتركيب مرافق الاتصالات عالية الجودة في القرى المصرية النائية والجزر في أعماق البحر الأحمر، لمساعدة السكان المحليين على دخول مجتمع المعلومات. كما تعاون البلدان في فتح ورشتي لوبان ومعهد التكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس، لتوفير التدريب المهني للشباب المصريين، لتكوين المواهب الفنية والإدارية المحلية. وفي كل رمضان، تقوم أعضاء غرفة التجارة للشركات الصينية المتواجدين في مصر بإهداء الهدايا والوجبات للطبقة الفقيرة. بصفتها الشريك الاستراتيجي الشامل لمصر، تحرص الصين على تعميق تبادل الخبرات مع مصر في مجال الحد من الفقر ودعم الشعب المصري لتحقيق هدف الحد من الفقر في وقت مبكر.
قبل أيام، ألقى الرئيس شي جينبينغ خطابا مهما في المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وطرح المبادرات الإنمائية العالمية، بما في ذلك الالتزام بإعطاء الأولوية للتنمية وتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة عام 2030، والالتزام بأولوية الشعب وضمان معيشة الشعب وحماية حقوق الإنسان من خلال التنمية؛ والالتزام الشمول والتسامح، ودعم الدول النامية، وخاصة الدول الأقل تطورا من خلال تخفيف عبء الديون والمساعدة الإنمائية؛ الالتزام بالأهداف العملية، مع التركيز على تعزيز الحد من الفقر والأمن الغذائي، والتعاون في بناء مجتمع المستقبل المشترك للتنمية العالمية. قدم هذا الخطاب حلا صينيا لتعزيز التعاون الدولي من أجل الحد من الفقر من الناحية النظرية والتطبيقية، كما حدد الاتجاه للتعاون الصيني المصري للحد من الفقر.
الفقر ليس مرادفا لأي بلد أو أمة. ستواصل الصين دعم ومساعدة مصر وغيرها من الدول النامية، وخاصة الدول الأقل نموا، للقضاء على الفقر وتنمية الاقتصاد، وبناء المزيد من المشاريع النموذجية للتخفيف من الفقر، بما يضفي ديناميكية جديدة على تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وتوفير الحكمة الصينية الجهود العالمية ضد الفقر والمساهمة بقوة الصين في تقدم حقوق الإنسان وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
نموذج مبهر
وقال الدكتور عصام شرف رئيس جمعية شرف للتنمية المستدامة ورئيس الوزراء الأسبق في الندوة التي عقدتها السفارة الصينية للتعريف بالصين وانجازاتهاحيث أشار الي انه منذ 100 عام (عام 1921) كان مولد الحزب الشيوعى الصينى حين إجتمع مؤسسى الحزب فى المركب الحمراء فى مقاطعة شوجيان. ومع هذه اللحظة التاريخية بدأ الحلم الصينى (رفاهية الشعب الصينى ونهضة الأمة الصينية). وتحت مظلة روح المركب الحمراء، التزمت القيادات المتتالية للحزب بهذا الحلم.
وكانت البداية الحقيقية لتحقيق هذا الحلم عندما تولى الحزب الشيوعى الصينى إدارة البلاد عام 1949، وأنتهز هذه الفرصة لتقديم التهنئة لجميع الأصدقاء الصينيين بمناسبة الذكرى 72 لليوم الوطنى الصينى.
واضاف شرف خلال هذه الفترة حقق الحزب انجازات هائلة فى جميع المناحى الإقتصادية والإجتماعية والثقافية. فعلى سبيل المثال زاد معدل الناتج المحلى للفرد من أقل من 100 دولار الى حوالى 10000 دولار الأن. ونسبة الفقراء من أكثر من 80% الى القضاء على الفقر المدقع الأن. وعلى مستوى الأمة الصينية فقد أصبحت الصين صاحبة أكبر حجم تجارة فى العالم وصاحبة أعلى انتاج صناعى فى العالم وأيضا ثانى إقتصاد فى العالم. وهناك بالطبع مؤشرات أخرى كثيرة تدعونا الى ضرورة معرفة كيف تحققت هذه المعجزة الصينية، وهذا هو ما دعانا الى تنفيذ هذا البرنامج، واليوم نناقش واحدة من أهم الإنجازات وهى التجربة الصينية فى القضاء على الفقر. والتى سيتحدث فيها خبراء صينيين من الهيئة العامة للنهضة الريفية الصينية. وتأتى أهمية هذا المحور من كونه من أهم أهداف التنمية المستدامة 2030 ومن كون الصين قد حققت نجاحا باهرا فيه، وخاصة خلال قيادة الرئيس الصينى شى جن بن للحزب ورئاسته للدولة.
أود ان أذكركم بضرورة ان نتعرف على بعضنا البعض من خلال التواصل الثقافى والحوار الحضارى، ومن هنا يكون طريقنا نحو بناء مجتمع المصير المشترك للإنسانية.
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.