منتدى جامعة طرابلس يناقش التصور الإسلامي في الأدب العربي والعالمي
ليبيا – وكالات
أقام منتدى جامعة طرابلس الثقافي ندوة حوارية بعنوان (التصور الإسلامي في الأدب الحديث عربيا وعالميا)، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والتنمية المعرفية ليلة يوم الأربعاء 12 من شهر إبريل الجاري في مركز المؤتمرات بمدرج رشيد كعبار بحضور لفيف من البحاث والأكاديميين والمهتمين، وبمشاركة كل من الدكتور “إبراهيم أنيس الكاسح”، والدكتور “إسماعيل مولود القروي” ومن تقديم الدكتور “محمود الديك”.
> تمثلات المعنى الإسلامي في الأدب الحديث عربيا
واستهل الدكتور “إبراهيم الكاسح” مشاركته المعنونة (تمثلات المعنى الإسلامي في الأدب الحديث عربيا) بالإشارة إلى الموضوع المطروح شائك وعويص فالحديث عن الأدب الإسلامي الحديث ينهض به ويتصدى له متحدثان إما مدافع ينادي به، ويرى أدب الحداثة اغترابا وتغريبا واسفافا وطعنا بالمورث العربي التقليدي، وإما متحدث يرى أن مناصرة الحداثة ودعمها ومساندتها واتاحة المجال لها على حساب الأدب والتراث التقليدي، وأوضح الدكتور الكاسح بالقول: قد اخترت أن أكون موضوعيا ومحايدا في طرحي من منطلق أن أضع الأدب الإسلامي الحديث على مائدة البحث في الجامعات الليبية، وأن أتيحه للتفكير والتأمل.
وتابع قائلا: إن الأدب الإسلامي الحديث منجز يختلف عن الأدب الإسلامي القديم فالأدب الإسلامي الحديث هو منجز أدبي في أجناس أدبية كثيرة يعبر من خلالها عن المنطلق الإسلامي في خطابها وعن المصدر الإسلامي في كتابته، وفي تدوينه وفي صونه وإنشائه فالأدب الإسلامي الحديث مشروع أدبي ولد في إطار تصور صراعي بمعنى أنه ظهر في أجواء الصراع بين أنصار التراث والأصالة والاحتفاظ بالموروث والحفاظ عليه، وبين أنصار الحداثة واعتماد المنجزات الأدبية الحديثة في الأدب، وأردف الدكتور الكاسح أنه في ظل هذا المناخ الصراعي ظهر مشروع الأدب الإسلامي الحديث وظهوره كان على مراحل، وأولى هذه المراحل كانت التمهيد والإعداد في ضوء مجموعة من الكتابات التي دعت إليه ورفضت الحداثة الأدبية، وأكد الدكتور الكاسح أننا إذا أردنا تبيان التعريفات التي سيقت لايضاح وبيان الأدب الإسلامي ترتكز في ثلاثة محاور أولها بأن الأدب الإسلامي تعبير جمالي وينبغي أن يحتفظ بأدبيته وثانيا أن هذا الأدب يجب أن يصدر عن التصور الإسلامي والثالث هو أن هذا التصور الإسلامي يشتمل على شؤون الحياة والإنسان، والكون في مجمله وهو تصور جامع شامل كلي يستوعب كل هذه التفاصيل.
> صورة الإسلام في الأدب العالمي الحديث
من جانبه استعرض الدكتور “إسماعيل مولود القروي” صورة الإسلام في الأدب العالمي الحديث من خلال عدة مدارس أدبية أوروبية وأمريكية، مضيفا بالقول بأن الإسلام لاسيما سيدنا محمد صل الله عليه وسلم مادة دسمة لنخبة من الشعراء والأدباء في الآداب الغربية، ولعل أحدهم الشاعر الروسي “ألكساندر بوشكين” الذي يشاع بأنه ينتمي إلى الكنيسة الأرتودكس وأن له ملامح إفريقية، وهو شاعر روسي وكاتب مسرحي وروائي إبّان الحقبة الرومانسية ويعتبر من قبل النقاد والقراء الشاعر الروسي الأعظم ومؤسس الأدب الروسي الحديث.
كما أشار الدكتور القروي أن بوشكين حاول قدر الإمكان كتابة الكثير من القصائد حول الدين الإسلامي، وقد استمد جوهر قصائده من القرآن الكريم، ومما كتبه من نصوص (لسان نبيه)، و(قبسات من القرآن)، وقصيدة (النبي) أحد أشهر نصوصه الشعرية التي ترجمت إلى معظم لغات العالم ومنها اللغة العربية في أكثر من عشر ترجمات، ولفت الدكتور القروي أن هنالك ناقدا معروفا وهو “حافظ صبري” أستاذ محاضر في جامعة لندن ترجمت قصيدة (النبي)، وأراد إضافة كلمة واحدة فغيّرت المعنى الجوهري للنص بالكامل، موضحا بأن الكلمة المضافة للنص المذكور هي (سورافيل) على أساس أن الملاك الذي جاء للرسول الكريم ليس جبريل وهو أقل مثابة من جبريل، وسورافيل معروف في الثقافة القبطية القديمة، وأوضح الدكتور القروي أن بوشكين عندما حاكي القرآن في قصيدة قبسات من القرآن لم يكن في نيته تقليد أو اقتباس نصوصا من القرآن إنما ليهتدي بنماذج منه فالمحاكاة الرشيدة هي طريق اغناء اللغات، والقصيدة تتألف من عدة مقاطع تتفق مع آيات القرآنية، مؤكدا بأن بوشكين وجد في بيان القرآن مادة تساعده على إبداعه الشعري حيث كان يرى في القرآن النص المقدس الذي لا يأتيه الباطل متضمنا البيان والشعر والموسيقى والبلاغة، ثم توالى سرد الدكتور القروي لعدة نماذج من الأدباء الغربيين مثل تولوستوي وفيكتورهيجو وما نحوهم اللذين تجلى الدين الإسلامي في صور ومتون نصوصهم الشعرية والقصصية والروائية.
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.