أحمد سلام يكتب: «أم كلثوم» في ذكراها
أم كلثوم.. صخب هذه الأيام يوثق دوام الحضور لروائع سالف الأيام التي علقت في خاطر المصريين جيلا فجيلا .
إنها ثمار ولا أروع وثقت لقوة مصر الناعمة في الفنون والآداب.
والقائمة تتسع لمجالات عديدة ومن ثم رموز علي موعد مع التاريخ.
هنا كوكب الشرق في المقدمة وقد حققت مجدا إقترن بها لم يتأثر بالرحيل.
وقد لقيت ربها بعد حياة حافلة في 3 فبراير1975 لتبكيها الأمة العربية.
قيثارة وحدت العرب من المحيط إلى الخليج من خلال حفلها الأثير إلي قلب عشاقها
هذا في زمن عنوانه كان عهد جميل يوم أن كان الخميس الأول من كل شهر
مناسبة تسهر فيها الأسرة المصرية والعربية بجوار الراديو لتستمتع بصوت أم كلثوم .
من حضروا حفلتها رأوا مشهد خالد عنوانه الوقار والإحتشام من يراه اليوم يترحم علي أيام زمان.
في ذكراها ال48.. لقد سافر الزمن الجميل بكل أطيافه،
وكل قول عن الماضي إنما لتوثيق الأجمل في حياة المصريين جيلا فجيلا
وهذا من خلال أم كلثوم لسان حال العاشقين في أغانيها العاطفية.
صوت مصر في أيام المحن.. عنوان كل فرحة عندما تحل كل ليلة عيد.
تلك المعبرة عن مشاعر المصريين في ذكري المولد النبوي الشريف في شدوها ولد الهدي .
عاشت في قلوب الناس بحسب قولها الأثير في رائعة “ياللي كان يشجيك انيني”،
والتي شخصت حال عاشقيها في دنيا لم تعد فيها بعدما غابت بالممات لتستمر الروائع ولا أروع
وهذا مع تقنيات التسجيلات والتطور المذهل في وسائل التواصل هنا أم كلثوم في كل مكان .
الأثر يستمر يوثق روعة التجربة التي توارث المصريون والعرب التعلق بكل مراحلها
هذا من خلال ثمار عصر من الغناء ترك أروع الألحان لعمالقة ذلك الزمان شعراء وملحنين “في حضرة أم كلثوم”،
والتي أبحرت في أغوار الأشعار لتغني لأبي فراس الحمداني وعمر الخيام.. وإبراهيم ناجي وأحمد رامي
وكذلك جورج جرداق ومحمد إقبال وكامل الشناوي ومرسي جميل عزيز وغيرهم.
وقد شهد أمير الشعراء احمد شوقي فجر البدايات ليكتب لها “سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها؟!”.
في ذكراها عصر أم كلثوم ذكريات تبقي تثير الشجن المقترن بالمواجع لمن عايشوا روعة تلك الأيام.
وقد اتفق الجميع علي حب أم كلثوم آخر من وحدت عاشقيها من المحيط إلي الخليج.
من لم يعاصروا زمانها افتقدوا وهج تلك الأيام، ولكن وجدوا السلوي في حالة الإتقان غير المسبوقة التي وثقت التجربة،
وكان الجميع نبلاء في القصد الصدق وحد الجميع شعراء.. عازفين.. ملحنين،
وكانت أم كلثوم المعبرة عن زمن جميل بصوتها القوي المعبر الممتزج بعبقرية الفطرة
والتي جعلت ابنة طماي الزهايرة أيقونة علي طول الزمان.
أم كلثوم عبقرية مصرية حفظت القرآن والمحصلة حسن البيان
كذلك إلقاء رائع للشعر دون أن يقترن الأمر بمراحل تعليم تمنحها إجازة لتشدو دون تعثر
وهنا توثق أعمالها الإجادة والتمكن في النطق السليم للكلمات والمحصلة قصائد ولا أروع .
أم كلثوم تشدو قصائد دينية مثل ولد الهدي . سلوا قلبي.. حديث الروح.. قرين روائع تنوعت
وهنا يصعب الحصر رباعيات الخيام.. الأطلال.. رق الحبيب.. قصة الأمس .
كذلك مصر تتحدث عن نفسها.. أروح لمين .. لسه فاكر.. هجرتك.. عودت عيني وغيرها.
أم كلثوم في فرنسا تغني لأجل المجهود الحربي بعد هزيمة يونيو 1967..
وكان حفل الأوليمبيا الشهير.
أم كلثوم في موسكو أيضا لصالح المجهود الحربي عام 1970
وقد حالت وفاة الرئيس جمال عبدالناصر دون أن تغني لتعود إلي مصر ترتدي ملابس الحداد.
أم كلثوم في ذكراها.. ليست مرحلة، وستظل استثناءا في حياة عاشقيها
ومهما كثرت مشاهد العبث المسيئة إلي الفن فإن الثوابت راسخة لاتنال منها الظواهر التي تتوالي دون أن تترك أثراً !.
رحلت أم كلثوم جسدا في 3 فبراير 1975.
ستبقي أثرا عند كل ليلة عيد وعند طلوع جبل عرفات وعند كل الملمات
وعند الحنين إلى زمن رائع عبرت عنه بكل صدق واخلاص.
في ذكراها “عاشت” أم كلثوم كما تغنت يوما “في قلوب الناس”
أيقونة لزمن رائع يقينا كما قالت “كان عهد جميل” نسيانه يستحيل .
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.