سماح صادق قناوي تكتب: حديث روحي
باحثة أنا عن روحي التائهة التي فقدت شغفها للحياة ، هي في جسدي نعم ولكنها بعيدةٍ عني ،
كلما حاولت الإلتحاق والتمسك بها تهرب وكأنها رافضة الإقتراب مني،
أسفة أنا بما حدث لكِ عليكِ إستجماع قواتكِ وأن تأتي إليِ ، لما أنتِ بعيدة عني هكذا، وأن ليِ من الصراخ لتأتيني
سأفعل بل وأكثر سأتوجه لأقرب حافة على جبلٍ لأسقط منه وعند أذن تسرعي لإلتقائي لنصبح واحدًا مرة أخرى.
هاجرتني الإبتسامة، لم أتذكر أخر مرة ذهبت بحياتي إلى الحياة الترفيهية واللعب والضحك من القلب،
دون نظرة إندهاش منكِ ياروحي بما أتفوه به .
نعم أشتاق إلى اللعب كالطفلة ماسكة طائرة ورق وتجري بها وسط الحديقة إلى الضحك الذي لم أتذكره
عندما أجري وراء قطة أشتاق إلى إرتباك طفلة وكأني فاعلة مصيبةٍ كبرى عندما تقطف وردة من بستان،
فلتسترجعي تلك الطفلة يا روح ، أم رحلت لعالم النسيان، والآن أنتي تستعدين للرحيل عني ،
أتوسل إليكِ كفي ما أحسسته به فى غيابكِ ، من دونكِ انا لست أنا ، ضائعة وتائهة ، فلا تتركيني لأني أشعر بالراحة وأنا بجانبكِ ،
أعلم أنني قسوت عليكِ وكان لكِ من النصيب بمشاركتكِ أحزاني وألمي بل وعشتي معي قسوات الأيام والسنين،
أسمع لعناتكِ لأن ذلك الجسد كان من نصيبكِ، تصعب روح العيش مع جسدا مثل هذا يتسلل إليه العذاب دائما فمعذب روحه ،
فلتعودي إليِ فأنا لا أحكي إلا لكِ، وأبكي لكِ وحتى شعور الغضب لا يظهر إلا لكِ ،
عليكي تحملي أم تحسمين القرار تأخذيني معاكي أينما تشائين فأنا لم أستطع الحياة بدونكِ أم تأتي إليِ حتي يتوقف وجع قلبي بآلامه وعذابه وإنهياره المتواصل دائما ،
حتى أصبح جسدي يسير مثل الأموات دون روح لإبتعادكِ عني روحي ،
الآن أنا أمامكِ ومرحبا بكل ما تريدين ومستعدة أنا بما تقررين به .
إشتقت إليكِ يا روحي .. إشتقت لحديثي معكِ .. الآن تتركيني وحدي .. من يحمل معي ثقل قلبي ..
أوجاعه تغلغلت داخل عظامي فأصابته فأصبح مثل الجثةِ لا محال ..
أنتي أملي ونجاتي وأحلامي وإبتسامتي وفرحي وجنوني وعشقي وعنادي وخيالي..
إشتقت إليكِ يا روحي..
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.