الباحث عبدالله أسامة: السوشيال ميديا “كوكايين” ينهش جهازك النفسي
ويؤكد ان وسائل التواصل لعبة مدمرة تنمي غريزة الحقد والغيرة القاتلة
باتت وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث، واقعاً أساسياً في حياتنا اليومية، ولكن، هل جاء في خاطرك، الآثار السلبية لهذه العولمة الاجتماعية، بالفعل، تعتبر السوشيال ميديا ووسائل التواصل بشتى حساباتها، من فيسبوك إلى تويتر وانستجرام والواتساب وخلافه، وسيلة مدمرة وضارة بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، وهو ماكشف عنه الباحث الكيميائي عبدالله أسامة.
إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي:
يقول عبدالله أسامة، ان ايجابيات وسائل التواصل الاجتماعي تتمحور حول التعرف والتواصل مع الآخرين بطرق سهلة ومبسطة إلى جانب متابعة أخبار العالم من المنزل والتسوق الالكتروني وسرعة الحصول على المعلومات وتساعد بشكل كبير في التعلم عن بعد (online-learning and self-education )، وايضاً في اكتساب الخبرات وتكوين صداقات خارج إطار المجتمع المحيط.
ويؤكد الباحث الكيميائي، ان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من شأنه ان يحفز هرمون السيروتونين، وهو الهرمون الذي يفرز عند الابداع أو الشعور بدور إيجابي، وكذلك هرمون الاندروفين المسئول عن تسكين الألم، والذي يفرز عند بذل جهد ذهني أو التأمل فالسوشيال ميديا مثلها مثل الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية لا يجب الإكثار منها ، وما يثير مخاوفنا هو المواد الضارة أو المسيئة للآخرين واستخدامها بشكل مقيد مفيد ولكن المشكلة تكمن في الإفراط.
سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي:
ويضيف عبدالله أسامة، ان وسائل التواصل الاجتماعي من أكبر المشتتات في التركيز على الاطلاق، بل وسبب رئيسي في إهدار الوقت، ومن المكن أن تتسبب لك في التأخر عن المواعيد والعمل.
ويشدد “عبدالله” انها تؤثر سلباً على الحالة والصحة النفسية، على سبيل المثال، عندما ترى خبراً محزناً فيؤثر على نفسيتك فيما تبقى من يومك.
كما أنها تقلل النشاط البدني وتنمي الكسل وتجهد العين وتضيع الهوايات، حسبما أكد الباحث الكيميائي، فضلاً عن تسببها في إرهاق واجهاد عقلك اللاواعي، كما أن سلوك الناس على السوشيال مختلف تماماً عن الواقع وقد تصطدم في الكثيرين، وثؤثر بالسلب احيانا على علاقتنا في البيت الواحد.
وتتطرق أسامة، إلى انها قد تجعلك عرضة للابتزاز أو التنمر واختراق خصوصيتك، فالجلوس عليها فترات طويلة لساعات متواصلة يخلق نمط حياة غير صحي ويسبب الأرق.
أما فيما يخص الطفل، فأكد “عبدالله” أنها تجعل الأطفال الذين يرتادونها عرضة للأفكار المتطرفة أو الاستغلال الجنسي إلى جانب المواد الإباحية التي من السهل الوصول إليها، لذا يجب تواجد الرقابة الأبوية.
ولفت الباحث إلى سلبيات أخرى، مثل انتحال الشخصيات التي بات منتشراً على على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار الشائعات، وقد تسبب في قطيعة الرحم وتنمي الشعور بالغيرة والتفاخر أحيانا، وتتسبب للكثيرين بالاحباط وتتزايد احتمالية اصابتك بالاكتئاب والتباعد العاطفي بين الآباء والأمهات والابناء.
وتابع قائلاً: “يجب الا ننسى أن الشخصيات على السوشيال ميديا زائفة فهم يظهرون أنهم مثاليين وذالك لأنهم لا يخرجون إلا ما يريدونك أن تعرفه وهي تعتبر بشكل كبير أحد الأسباب والمسببات للإحساس بالدونية” .
دوافع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
انتقد عبدالله اسامة، من يدعون كذباً أنهم يجلسون عليها كثيراً لأجل التعلم، ولكن الحقيقة أنك تقضي يومك في استقبال كميات هائلة من المعلومات دون إعطاء أية فرصة لنفسك لتطبيقها على أرض الواقع في عالمك الحقيقي.
وأرجع الباحث الكيميائي، السبب الرئيسي وراء اللجوء إلى السوشيال، هو العزلة والشعور بالوحدة ورفض التعامل مع الناس والهروب من الواقع الأليم، وهم العوامل الاساسية لإرتياد الكثيرين لمواقع التواصل بشكل مفرط ، كما ان هناك من يرتاد تلك المواقع من أجل لفت الإنتباه، أو بسبب عدم الرضا عن الحياة التي يعيشها، كذلك تعد البطالة أحد الأسباب، إلى جانب المشاكل الأسرية وعدم الثقة بالنفس.
كيف تعرف أنك مدمن سوشيال ميديا ؟
يؤكد الباحث عبدالله أسامة، ان الشخص بمقدوره ان يعرف حقيقة انه مدمن سوشيال أم لا، ويعلق قائلاً: “إذا أحسست بالضيق إذا لم تتصفح وسائل التواصل يومياً، وإذا كان الهروب منها ملاذاً مريحاً، وإذا أحسست بالملل من الوسط المحيط، كل هذه عوامل تؤكد انك اصبحت مدمناً” .
ويقول ايضاً، ان جائحة كورونا كانت سبباً لعدد كبير من رواد السوشيال، كونها حجمت بشكل كبير التفاعل بين البشر على أرض الواقع، واعطت الفرصة لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعلق “عبدالله” متسائلاً: “جرب أن تمنع انسانا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو عن هاتفه”، فإذا وجدت سلوكه يتغير كما لو أنه تم منعه من مادة مخدرة فهذا دليل على إدمانها، ولكن، في النهاية “لا تحكم على الشخص أنه مدمن إلا إذا حدث خلل أو أخفق في حياته الاجتماعية” .
ويشير “عبدالله” إلى انه توصل لهذه النتائج، من خلال عدة دراسات أجراها وأطلع عليها، تتعلق بهذا الموضوع والملف الشائك، فضلاً عن تواصله مع زملاء الجامعة والتفاعل مع أخبارهم.
ويؤكد الباحث الكيميائي عبدالله أسامة، انه قتل بحثاً في مسببات إدمان السوشيال، والحالة النفسية عند إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل دراسة جامعة هارفارد التي أثبتت أن التحدث عن النفس عبر السوشيال ميديا ينير أجزاء في الدماغ نفسها لو تعاطيت الكوكايين!! .. فضلاً عن إدراج منظمة الصحة العالمية، تطبيق انستجرام بانه من مسببات الاكتئاب، وهناك دراسة بريطانية أخرى أثبتت أن ٦٠٪ من مفرطي استخدام وسائل التواصل باتوا بائسين.
وأوصى عبدالله أسامة، بضرورة تجنب تصفح وسائل التواصل عند الاستيقاظ مباشرة، بل يجب التأني وأخذ عدة دقائق ترتب فيها أفكارك ثم تنهض من نومك، مستشهداً بدراسات مكتب الاحصائات الوطنية البريطاني، والذي أكد أن الجلوس على الانترنت للاطفال أكثر من ثلاث ساعات يومية يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والمرض النفسي.
وأردف قائلاً: “هناك دراسة أجرتها جامعة تكساس الأمريكية أكدت أن معظم الناس يقبلون على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التعبير عن شخصياتهم واشباع رغبة الظهور.. ورصدت توقيت ذروة استخدام وسائل التواصل يومياً كالتالي:
فترة المساء ٤٠٪
فترة مابعد منتصف الليل ٣٠٪
فترة الصباح ١٧٪
فترة العصر ١١٪
فترة الظهيرة ٢٪
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.