الروبل والذهب وإفلاس الإتحاد الأوروبى
كتب: محمد البسيونى
فعليا ما يحدث على الساحتين العالمية والدولية بدأ ليشكل العالم الجديد شكلا وموضوعا إقتصاديا وتجاريا مدنيا وعسكريا سياسيا وإستراتيجيا .
يأتى هذا فى ظل التوجهات الإقتصادية والتجارية الدولية والعالمية الروسية بإستبدال التعامل بالدولار الأمريكى بالتعامل بعملة الروبل الروسى في عمليات بيع النفط و الغاز الروسي .
علما بأن الإتحاد الأوروبي يشتري يوميا من روسيا النفط و الغاز بقيمة 660 مليون دولار .
وبالتالى فإنه صراحة الإتحاد الأوروبي لديه احتياجات للشراء بهذه القيمة التى تتجاوز النصف مليار دولار كل صبيحة يوم من المنتجات الروسية البترولية هذا ليس به أى غرابة أو تخوفات .
الغرابة والتخوفات باتت ودقت رجالات الإتحاد الأوروبى إبان وجراء القرار الروسي للرئيس فلاديمير بوتين بإستبدال الدولار بالروبل مما يعني أن الإتحاد الأوروبي مطالب بدفع تلك القيمة الضخمة من الدولارات بعملة الروبل الروسية دون بديل .
وعليه فإن الدولار يسوى 100 روبل أى أن الإتحاد الاوروبي مطالب بتوفير 6,6 مليار روبل يوميا مقابل النفط و الغاز الروسيين وإلا فلا .
مما يترتب عليه أن توجهات الإتحاد الأوروبي الحالية تدفعه لشراء الروبل مقابل الدولار أو اليورو مما سيعمل على زيادة الإحتياطي للنقد الأجنبى بالبنك المركزى الروسى والمصارف الروسية مما يدعم التعاملات التجارية والإقتصاد الروسية بشكل أو بآخر .
جدير بالذكر أن القيادة الروسبة لازالت فى جعبتها الكثير والكثير لتستخدمه وابرزها ما لو قامت به سيعلن الإتحاد الاوروبي إفلاسه صراحة لورفضت بيع الروبل بالدولار أو اليورو بسبب اخراج البنك المركزى الروسي من نظام swiftوتبيعه فقط مقابل الذهب مما يعد كارثة إقتصادية من العيار الثقيل للغاية .
مما يوضح أن سعر جرام الذهب سيكون قرابة ٦٠ دولار يعني ٦٠٠ روبل و عليه سيطالب الإتحاد الأوروبي بتوفير قرابة طن ذهب يوميا لشراء 6,6 مليار روبل يوميا لشراء متطلباته اليومية من النفط و الغاز الروسييين على حد سواء .
التوجه الروسى فى طياته لم تم او حتى التفكير فيه سيتسبب فى الإجهاز على إحتياطيات الذهب بالبنوك المركزية الأوروبية وإن لم يتم سيتسبب فى إرباك الإقتصادات العالمية وليست الأوربية فقط فى ظل التفكير فى الأمر زمحاولات الإستعدادات لبدائل .
إن فى كل الأحوال الإرتفاع في طلب الروبل الروسى سيؤدي تباعا إلى إرتفاع الطلب على المبادلات التجارية بجميع أنواعها مع روسيا وسوف تضطر الدول الأوروبيةالى بيع سلعتها لروسيا من أجل الحصول على عملة الروبل الذى سيصبح عملة صعبة و بالتالي ستصبح روسيا و عملة الروبل في حد ذاتها هي المحدد للأسعار في الأسواق العالمية بديلا عن الدولار و اليورو فى ظل التحولا الإقتصادية العالمية والبورصات .
يأتى هذا فى الوقت الذى تباين فيه أن الأسلحة الإقتصادية والحرب الإقتصادية الموجهة ضد روسيا أضحت سلاحا روسيا ضد الغرب و أقوى صراحة من السلاح النووي فى ظل تشكل العالم الجديد الذى بات يحطم سابقه على صخرة التحولات الإقتصادية الروسية .
اكتشاف المزيد من أخبار السفارات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.